أبرزت الصحف السعودية الصادرة أمس، زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى المقررة اليوم للمملكة، موضحة الدلالات التى يحملها اختيار السيسى للسعودية كاستهلال لجولاته الخارجية. وقالت صحيفة «عكاظ» -فى افتتاحيتها أمس تحت عنوان «مصر القوية للجميع»- إنه من مصلحة الجميع مساندة الجهود المخلصة التى تبذلها القيادة المصرية من أجل استقرار المنطقة. وأضافت «عكاظ» أن زيارة الرئيس السيسى للمملكة تأتى تأكيدا لقوة العلاقة بين البلدين الكبيرين وترسيخا لمزيد من أوجه التعاون والتنسيق لخدمة المصالح الوطنية للبلدين، والمحافظة على وحدة الصف العربى والعمل على استعادة وتقوية الموقف فى ظروف بالغة التعقيد والحساسية. وأكدت أن مصر القوية الفاعلة فى محيطها الإقليمي، ركيزة أساسية لعالم عربى متماسك يملك إرادته لحماية أوطانه وصيانة مكتسباته ودفع كيد من يريدون به الشر. وأضافت ولهذا فإن مساندتها لعبور الظرف الذى تعيشه فى هذه الفترة قرار استراتيجى يوجب على عقلاء العالم العربى المبادرة إليه، لأن فيه مصالح الجميع. ونوهت بأن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، تدرك قدر مصر ودورها فى الأمن العربي وأهمية أن تبقى قوة مالكة لإرادتها الحرة بعيدا عن أى مؤثرات خارجية من أجل حماية وطنها والمضى فى دورها التاريخي. وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة المملكة التى تترجمها قرارات القيادة، تؤمن بضرورة الحفاظ على تماسك الدول العربية وتنشيط العمل المشترك، وهذا لا يتم إلا بوجود مصر القوية، وقالت فى ختام تعليقها «ولهذا فإن من مصلحة الجميع مساندة الجهود المخلصة التى تبذلها القيادة المصرية من أجل استقرار المنطقة». وفى السياق ذاته، أجمع مسئولون ودبلوماسيون مصريون على أهمية ومحورية لقاء القمة الذى سيجمع خادم الحرمين ، والرئيس السيسي، موضحين أن زيارة الرئيس للمملكة تعكس رسالة تقدير لها ولخادم الحرمين على مواقفه التاريخية ومبادراته الكريمة التى عهدها الشعب المصرى منه، ولعل أبرزها دعوته لعقد مؤتمر دولى لشركاء التنمية لدعم الاقتصاد المصرى التى أطلقها بعد لحظات من إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. وقال رئيس الوزراء المصرى السابق الدكتور حازم الببلاوى لصحيفة «عكاظ» إن لقاءات القمة بين البلدين دوما ما تشهد استعراضا لمجمل الأوضاع العربية وخاصة الملفات الشائكة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية. وأضاف أنه من الطبيعى أن يستهل الرئيس محطاته الخارجية بالمملكة بالنظر إلى مكانتها لدى شعب مصر وتقديرا لدورها ومواقفها التاريخية. بينما ثمن نائب رئيس الحكومة الأسبق الدكتور يحيى الجمل -فى تصريح ل«عكاظ» زيارة الرئيس السيسى للمملكة وعقد ثانى قمة بينه وبين خادم الحرمين الشريفين، ورأى أن لها دلالات تؤكد مدى ثقل البلدين وقيادتيهما وما وصل إليه مستوى التعاون . بدوره، قال الدكتور على لطفى رئيس الحكومة المصرية الأسبق ل«عكاظ» إن زيارة الرئيس السيسى للمملكة تأتى تقديرا للدور الكبير الذى قام به خادم الحرمين تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو، والذى كان موقفا فاصلا فى حياة المصريين، ومواقفه المشرفة والشجاعة خاصة فى المحافل الدولية، بإرسال بعثات تدعم موقف مصر عقب ثورة 30 يونيو فى الخارج، ورفضه لكل محاولات الابتزاز. بدوره، نوه وزير الخارجية الأسبق محمد كامل عمرو، إلى أنه من الطبيعى أن تتصدر القضية الفلسطينية والوضع الخطير فى ليبيا وسوريا والعراق هذه القمة، بالنظر إلى ثقل ومحورية الدور السعودى المصرى على كافة المستويات عربيا وإقليميا ودوليا، لافتا إلى أن القمة ستتعرض للجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة دائمة بين الفلسطينيين وإسرائيل، توطئة لاستئناف العملية السياسية وفقا للمبادرة المصرية. وفى ذات السياق قالت مستشارة الرئيس المصرى السابق، المستشار عدلى منصور، سكينة فؤاد، لصحيفة «الوطن»، إن الزيارة مهمة جدا وتعد تأكيدا من القيادة المصرية على أهمية التواصل المصرى السعودى، بينما وصف السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، الزيارة ب«الضرورية وأنها تأتى فى التوقيت السليم، وتعد مناسبة مهمة لمناقشة مؤتمر أصدقاء مصر شركاء التنمية، والذى يعد أهم الموضوعات المطروحة على طاولة الحوار المصرى السعودي، مؤكدا أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين«، معربا عن توقعه بأن تتصدر سبل مكافحة الإرهاب والتصدى للمخططات والفوضى المباحثات بين الزعيمين. كما أجمع خبراء اقتصاديون على أهمية زيارة الرئيس السيسى للمملكة فى إعادة ترتيب البيت العربى وتوحيد الموقف بشأن التحديات التى تواجهها المنطقة ورسم مستقبل الاستثمارات فى العالم العربي. وأكد السفير جمال بيومى رئيس اتحاد المستثمرين العرب، أن زيارة الرئيس السيسى للمملكة تكتسب أهمية متزايدة فى دعم مصر اقتصاديا، خاصة بعد إطلاق السيسى مشروع محور قناة السويس، حيث ستتناول الزيارة بجانب ملفاتها السياسية الساخنة التجارة بين البلدين، خاصة أن المملكة أصبحت أكبر دولة عربية فى التجارة مع مصر وأكبر سوق متاح لها. وشدد السفير بيومى على أن الزيارة ستعمل على تطوير جذب الاستثمارات السعودية، وفتح آفاق أكبر للعمالة المصرية فى المملكة. وأضاف بيومى أن زيارة السيسى ستعمل على تحفيز مؤتمر المانحين (شركاء التنمية)، الذى يتوقع أن تحصل مصر من خلاله على أكثر من 20 مليار دولار لدعم الميزانية وخطط تحفيز الاستثمار التى أعلنت عنها الحكومة المصرية. بدوره، أكد الدكتور حاتم القرنشاوى عميد كلية التجارة بجامعة الأزهر أن زيارة الرئيس السيسى تمثل تدشينا اقتصاديا جديدا فى العلاقات الاقتصادية بصفة خاصة بين المملكة ومصر، من خلال زيادة الاستثمارات السعودية الموجهة إلى مصر. من جانبه رحب الاتحاد العام للمصريين فى السعودية بالزيارة التاريخية الأولى للرئيس السيسى للمملكة ولقائه شقيقه خادم الحرمين فى قمة تاريخية تعكس عمق العلاقات القوية بين البلدين الشقيقين. كما رحبت جمعية الصداقة المصرية السعودية بزيارة الرئيس السيسى للسعودية وذكر بيان للجمعية أمس أن القمة المصرية السعودية سوف تزيد من ترسيخ العلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين.