بعد الفترة الناجحة التى تولي فيها مدير التصوير كمال عبدالعزيز رئاسة المركز القومي للسينما، تلقى الوسط السينمائى خبر تولى الدكتور وليد سيف رئيس قسم النقد السينمائي بمعهد النقد الفني، رئاسة المركز بحالة من الارتياح لدى العاملين بالمركز بشكل خاص والعاملين بالمجال السينمائى بشكل عام، لما يتمتع به من خبرات كبيرة، حيث سبق له تولى العديد من المناصب ومنها العمل كرئيس لمهرجان الإسكندرية السينمائى ورئيس قصر السينما ومن هناك كان لصفحة السينما ب«الأهرام» معه هذا الحوار: كيف تلقيت خبر توليك منصب رئيس المركز ؟ الحقيقة أننى تلقيت عرضا بتولى منصب أكبر كرئيس قطاع، ولكنى فضلت المركز القومى للسينما، لأنني لدى رؤيه وتصور شامل للنهوض بالعمل داخل المركز وتحقيق إنجازات جديدة خلال الفترة المقبلة كيف ستكون بداية عملك بالمركز ؟ لقد قمت بوضع خطة عمل مبدئية سيتم تفعيلها خلال شهر، وسوف أخصص كل جهدى ووقتي للمركز القومى للسينما، وسأقوم بالدراسة الدقيقة والسريعة لكل شىء يخص المركز وسوف أقوم بعقد لقاءات موسعة مع العاملين بالمركز ومع السينمائيين. باختصار سوف أتعاون مع الجميع للنهوض بالمركز وبحث اقتراحاتهم بما يصب فى الصالح العام. هل سوف تقوم بإعادة تشكيل مجلس المركز القومى للسينما ؟ بالتأكيد سوف تتم إعادة تشكيل المركز القومى للسينما في فترة لاحقة بما يتناسب مع اللوائح والقوانين، وبحيث يكون الأعضاء الموجودين ممثلين حقيقيين للعاملين بالمركز بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الخبرات السينمائية الكبيرة والتى ستضيف للمركز. هل من الممكن أن تستفيد من خبرات كمال عبد العزيز رئيس المركز السابق؟ بالتأكيد فكمال عبد العزيز قيمة فنية كبيرة نفخر بها جميعا وتولى المركز فى ظروف صعبة هو ومن سبقوه، والذين تولوا المنصب في فترة تحول الدولة، وتحملوا العبء الأكبر خلال السنوات الماضية. وأتمنى أن أكون إمتدادا لهم وأن أقدم الجديد للمركز خلال الفترة المقبلة. ما هي أهم الأهداف التى سوف تسعي لتحقيقها للمركز؟ هناك الكثير من الأهداف المهمة التى سوف أسعى جاهدا لتحقيقها سواء بالتعاون مع العاملين بالمركر أو مسئولى الدولة وأنا لدى دراسة قدمتها للمجلس الأعلى للثقافة تتكون من 400 صفحة منها مائة صفحة تتضمن توصيات تتعلق بتفعيل دور المركز القومى للسينما للنهوض بالفيلم المصري على كل المستويات ، كما أننى أسعى للاهتمام برفع مستوى السيناريو وأن يكون ذلك من خلال المركز. وهل ستسعى لتحويل المركز القومى لقطاع ؟ تحويل المركز القومي للسينما لقطاع كامل محل نقاش. وعلينا أن نبدأ بالعمل مبكرا حتى يتم تحويل السينما كقطاع وفى الحقيقة. فأنا سعيد جدا بالتعاون مع قطاع الإنتاج الثقافى بالوزارة بقيادة الدكتور محمد الخير الذى يتبع له المركز الآن. ما هى رؤيتك لمهرجان الإسماعيلية الذى ينظمه المركز القومى للسينما ؟ أعتقد أن مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية من أهم وأكبر المهرجانات التي تنظمها مصر، لذلك سوف نسعى لزيادة التواصل مع جميع الكيانات الثقافية ، وبحث الإيجابيات داخل المهرجان وتطويرها وكذلك بحث جميع السلبيات لتلافيها خلال الدورات المقبلة. كيف ستحل أزمة التمويل الخاصة بالأفلام التسجيلية ؟ هناك إتجاهان لحل أزمة إنتاج الأفلام التسجيلية، الأول عن طريق إدارة التسويق التى سوف يقع عليها عبء تسويق الأفلام لمختلف القنوات الفضائية غير المصرية ، كما سوف نسعي بجدية لعرض تلك الأفلام من خلال المواقع التعليمية، وذلك من خلال عمل بروتوكول تعاون بين وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى ، أضف إلى ذلك العمل على عرض الأفلام القصيرة مع الأفلام الطويلة بدور العرض السينمائية. وقد قام كمال عبد العزيز رئيس المركز السابق بجهد كبير لدعم الأفلام القصيرة وأنا لدى أيضا مشروع كبير سوف أسعى لتحقيقه بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، وذلك بإقامة ورش عمل فى جميع محافظات مصر للأفلام القصيرة بحيث إننا سوف نقوم بأخذ الكوادر الفنية والبشرية والمعدات إلى هذه المحافظات ونقوم بعمل ورش عمل مكثفة مع الشباب، لتعليم الموهوبين منهم كيفية صناعة الأفلام القصيرة بالإضافة لمساعدتهم على عرض أفلامهم عن طريق المركز، وسوف يتم تشكيل لجنة لاختيار أفضل الأفلام للمشاركة فى المهرجانات الداخلية والخارجية وعرضها من خلال المراكز الثقافية لمصر فى الخارج. ما رؤيتك لدعم السينما المستقلة ؟ السينما المستقلة فرضت نفسها بقوة وأسهمت فى عمل حالة من الحراك، ونجحت فى تقديم أعمال متميزة وكان لها مشاركة فعالة فى المهرجانات ، كما قدمت نجوما من الشباب فى جميع المجالات مثل الاخراج والسيناريو والتمثيل. وهي المعنية بدعم الدولة. كيف تثمن قرار رئيس الوزراء بعودة أصول السينما لوزارة الثقافة ؟ هذا القرار سليم جدا ويصب فى صالح صناعة السينما، ويؤكد أن هناك اهتماما كبيرا من الدولة للحفاظ على السينما، والعمل على تطويرها والحفاظ على التراث السينمائى. وأتمنى أن نستطيع خلال الفترة المقبلة إنتاج أفلام قوية مثل المومياء والعزيمة. ونحن كمركز قومى للسينما سوف نسهم بالدعم سواء عن طريق الإنتاج أو الدعم الفنى، وسوف يتم تشكيل لجنة من كبار المفكرين والأدباء والمثقفين فى مصر للتوصية باختيار قصص أو روايات أو نصوص أدبية حتى يتم إنتاج أفلام رفيعه المستوى. كيف ترى عودة الأفلام الأجنبية للتصوير فى مصر ؟ شىء أكثر من رائع أن يتم تصوير الأفلام الأجنبية داخل مصر بلد الحضارة والفنون، ويجب أن تكون أرض مصر مهدا للإبداع وهو ما سوف ينعكس على علاقتنا بالعالم الخارجى،ويؤكد للجميع أن مصر هى بلد الأمن والأمان. ومن جانبى كرئيس للمركز القومى للسينما سوف أحرص على تسهيل مهمة تصوير تلك الأفلام داخل مصر، وسوف أتواصل مع كل المسئولين داخل الدولة لتسهيل المهمة. وهو ما سيعود بالنفع على مصر فى كل المجالات الاقتصادية والسياحية، ويسهم فى توفير فرص عمل للشباب أيضا. هل لديك خطة محددة للحفاظ على التراث السينمائى المصرى ؟ سوف يتم بحث تشكيل لجنة بالتعاون مع نقابة السينمائيين وذلك لاستعادة أصول السينما خاصة أن هناك أعضاء من مجلس النقابة يشاركون فى تشكيل المركز الآن، ونحن لدينا خبراء سوف يتم الرجوع لهم للحفاظ على التراث السينمائى المصرى، ومنهم الخبير مجدى عبد الرحمن، بالإضافة للخبراء الذين يعملون بالمركز. بمناسبة ازدهار الدراما التليفزيونية بشهر رمضان الماضي، مارأيك كناقد فى المنافسة الفنية بين مصر والدول الأخري ؟ المنافسة مطلوبة فى العمل الفنى بيننا وبين الآخرين لأنها تدفعنا للإجادة والبحث عن تقديم منتج هادف ومتميز يجذب الجمهور. وقد شهدت بعض الفترات تفوقا للفن السورى والتركى في مجال الدراما التليفزيونية، بسبب أنهم سبقونا فى الصورة. ولكننا نجحنا فى السنوات الأخيرة فى استعادة الريادة من جديد بعد نجاحنا فى الاهتمام بجماليات الصورة ودراسة فن الديكور التاريخى. وبالنسبة للدراما السورية فإنها تعانى بسبب اضطراب الأوضاع فى البلاد ، أما الموجة التركية فقد خفتت بعد أن عالجنا أوجه القصور، وأصبحنا ننتج أعمالا تقوم على الرومانسية والأكشن مثلهم، بعد أن كنا نعتمد فقط على الأعمال الاجتماعية فقط واستطاع المنتج المصرى أن يستعيد ثقته ويعود للمنافسة من جديد.