اجتمع برلمان ليبيا (المؤتمر الوطني) أمس فى مدينة طبرق الساحلية وسط حراسة بعد أن حولت الفصائل المسلحة طرابلس وبنغازى إلى ساحة قتال.. وانبثق البرلمان الجديد عن الانتخابات التشريعية التى أجريت فى ليبيا فى 25 يونيو الماضي. وأكد أبو بكر بعيرة رئيس الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب الليبى باعتباره أكبر الأعضاء سنا ،أن ليبيا ليست دولة فاشلة ، وشدد على أنه لو خرج الوضع فى ليبيا عن السيطرة فإن العالم كله سيعاني. وقال إن هذه اللحظات أحد مفاصل التاريخ المعاصر ، ويجب أن تكون قضية مجلس النواب الليبى هى قضية ليبيا بكل مكوناتها. وأضاف :لو خرج الوضع فى ليبيا عن السيطرة فإن العالم كله سيعانى .. لنتعاون معا لبناء عالم آمن ومستقر .. وعلى المجتمع الدولى مسئولية كبيرة تجاه ما يجرى فى ليبيا. ودعا الليبيين إلى الوقوف يدا واحدة للرفع من شأن ليبيا فى مختلف المجالات. وخصص النواب جلسة الأمس لتشكيل حكومة جديدة يأمل كثير من الليبيين أن تكون خطوة نحو إنهاء الأزمة فى البلاد .وقال رسمى أبوروين رئيس لجنة التسليم والتجهيز بمجلس النواب إن النواب عقدوا أمس جلسة تشاورية أخري، تم خلالها استكمال المناقشات حول ما طرح فى جلسات أمس الأول. وأشار إلى أن الأوضاع الأمنية العامة بطبرق ممتازة ، وأن الأهالى ومؤسسات المجتمع المدنى والأجهزة العامة بالمدينة ملتفون حول أعضاء البرلمان لدعمهم ومساندتهم. وقرر النواب عقد أولى الجلسات فى طبرق وليس فى طرابلس كما يريد رئيس المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته نورى بوسهمين ، ولا فى بنغازى التى تقرر أن تكون المقر الرئيسى للبرلمان ، نظراً لتردى الوضع الأمنى فيهما. وكان مجموعة من النواب يُعتقد أنهم ينتمون للتيار الإسلامى قد عقدوا اجتماعا قبل يومين فى مصراتة أعلنوا فيه التزامهم بقرار بو سهمين فى شأن انعقاد جلسة التسلم والتسليم بين المؤتمر الوطنى ومجلس النواب فى طرابلس أمس. كما أكدوا التزامهم بنص الإعلان الدستورى تحديد مدينة بنغازى مقراً لمجلس النواب. وشهدت المفارق الرئيسية لمدينة طبرق أمس انتشارا أمنيا مكثفا من قبل وحدات الجيش ورجال الأمن من مختلف الوحدات، وسط متابعة وعمليات تفتيش دقيقة فى محيط مكان عقد جلسة البرلمان. وفى إطار المساعى العربية والإسلامية لحل الأزمة الليبية ، توجه الى طبرق أمس وفدان يمثلان الجامعة العربية برئاسة السفير فاضل جواد الأمين العام المساعد للشئون السياسية ، ومنظمة التعاون الإسلامى برئاسة السفير هشام يوسف الأمين العام المساعد للشئون السياسة، كما انضم الى الوفدين سفير ليبيا لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية ، وسفير ليبيا لدى الرياض ومندوبها لدى منظمة المؤتمر الإسلامي. وبحث ممثلو الوفدين مع كبار المسئولين الليبيين آخر تطورات الوضع فى ليبيا وما يمكن أن تقدمه الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامى لليبيا خلال الفترة المقبلة. وشاركت المجموعة الدبلوماسية فى بعض الاجتماعات الخاصة بالبرلمان الليبى الجديد . ومن جانبه ، استقبل رئيس الجمهورية التونسية محمد منصف المرزوقي, وزيرى الداخلية الليبى صالح مازق, والمواصلات عبد القادر محمد للاطلاع على آخر تطورات الوضع فى ليبيا. ركزت مهمة الوزيرين على تقديم الشكر للرئيس التونسى على حسن تعامل بلاده مع المغادرين ليبيا عبر منفذ رأس جدير, والتنسيق بين الحكومتين الليبية والتونسية لتسهيل عمل المعبر يجرى بشكل جيد. ومن جانبه, شدد المرزوقى على ضرورة بذل المزيد من الجهد من مختلف الأطراف السياسية الليبية لتحقيق الوئام الوطني. وأكد أهمية المجهودات التى تبذلها السلطات التونسية من أجل تأمين تنقل مستخدمى المعبر الذى يجرى العمل به بشكل عادي, مشيدا بمجهودات الأجهزة الأمنية والعسكرية فى المحافظة على الأمن واستعدادها للتعامل مع أى طارئ. وميدانيا ..أكد مصدر أمنى رفيع المستوى بمدينة بنغازى , تفجير مبنى مديرية أمن بنغازى بمنطقة الهواري. وقال المصدر مساء أمس الاول إن مجموعة تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازى المكون من تنظيم أنصار الشريعة ودرع ليبيا-1, وكتيبة راف الله السحاتي, قامت بتفجير مبنى مديرية الأمن ببنغازي. وأضاف المصدر أن المبنى كان خاليا من عناصر الشرطة , وأنه المجموعة أشعلت فيه النار أولا , ثم قامت بتفجيره بالكامل .. وأوضح قائلا إن الجماعات المسلحة سرقت مخازن المديرية , فى حين وجدت مجموعة كبيرة من سيارات الشرطة محترقة بالكامل . يذكر أن مدينة بنغازى تشهد قتالا بين ما يعرف بقوات عملية الكرامة وتنظيم أنصار الشريعة والمجموعات المتحالفة معه . وعلى جانب آخر، كشفت السفيرة الأمريكية لدى ليبيا ديبورا جونز فى تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعى تويتر أمس, أنها ستتوجه إلى قاعدة أندروز الجوية القريبة من واشنطن , لاستقبال رئيس الوزراء الليبى عبد الله الثنى على هامش مشاركته فى القمة الأمريكية - الأفريقية التى تستضيفها الولاياتالمتحدةبواشنطن . يذكر أن السفيرة الأمريكية والطاقم الدبلوماسى للسفارة كانوا قد غادروا طرابلس نهاية الشهر الماضى بسبب أعمال العنف التى تشهدها البلاد منذ أسابيع والتى أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحي.