فعلا نحن مجانين إذا لم نفكر، ومتعصبون إذا أردنا ألا نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ على التفكير، ومن المستحيل أن تحرر شخصا قرر استئصال عقله. لا تناقش عاشقا ولا متعصبا، فالأول يحمل قلبا أعمي، والثانى يحمل عقلا مغلقا، وهناك من يرى الصورة ويغفل عن المعني، والغريب أن الهواتف ذكية وبعض البشر أغبياء. ليس مهما أن تقرأ لتفهم الآخرين، المهم أن تفهم نفسك، والأهم أن تكون نفسك، ولن تعرف نفسك إلا إذا استخدمت عقلك، والأذكياء يحطمون الأغلال التى تكبل حياتهم. سعادتك تتوقف على تفكيرك، والكارثة أن تؤمن بفكرة دون دليل، وراحة البال لا تعنى الحياة بلا مشكلات، وإنما التعامل الجيد مع المشكلات، وبدون عقل تصبح الحياة جحيما. كلنا يعانى من الإدمان، بعضنا يدمن الأشياء، والبعض يدمن الأماكن، وهناك من يدمن الأشخاص، وأكثرنا تعاسة من يدمن عدم التفكير، والحياة اختيارات. أشياء كثيرة تغسل المخ، وأشياء أخرى تمحو الشخصية والإرادة، وهكذا نصبح أرقاما فى عالم من الأرقام، وكل الأرقام - حتى القياسية- تتحطم. لو انحنيت مرة لن ترفع رأسك أبدا، ولو عطلت عقلك لن تفكر أبدا، ولو تعصبت لفكرة فأنت فى مصيدة، والمصيبة أن يستغرقك الماضى والحاضر وتنسى المستقبل. التفكير وسيلة وليس غاية، والهدف أن تعرف طريقك، ولا يمكنك الارتحال فى طريق مالم تكن أنت الطريق، ولا طريق بغير هدف، وعدم تحقيق الهدف يستوجب تغيير الطريق. من السهل أن تهزم إنسانا، لكن الأصعب أن تكسب إنسانا، غضبنا يعمينا ويشل عقولنا، وعواطفنا تدمرنا أحيانا، ولا مشكلة فى الخطأ وإنما فى تكراره. وصدق جلال الدين الرومي: الأشياء البسيطة هى الأكثر تميزا، لكن من يسمع ويري؟ لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود