يقول الشيخ إبراهيم حافظ من علماء الأزهر الشريف إن من ثمار قيام الليل وفرة الرزق والشفاء والعافية، قال صلى الله عليه وسلم، «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد» أخرجه الترمذي وصححه الألباني، وأيضا تسمو الروح ويبتعد الإنسان عن الذنوب. قال الحسن رضي الله عنه: «من أحسن في الليل كوفئ بالنهار» ولا يعقل أن جسدا بات ساجدا راكعاً وقلباً استشعر نور الله في ليلة أن يعصى الله في نهاره، هذا بالإضافة إلى نور الوجه والقلب، فحينما سئل الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه ما بال القوامين بالليل من أحسن الناس وجوهاً فرد قائلاً: «إنهم خلوا بالله في السحر فألبسهم من نوره» وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن أفضل الصيام بعد رمضان وأفضل الصلاة بعد الفريضة فقال: «أفضل الصيام بعد الفريضة في رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» رواه مسلم، وقال الإمام الخواص: «دواء القلب خمسة هي: قراءة القرآن بالتدبر- خلاء البطن- قيام الليل - التفرغ عند السحر- مجالسة الصالحين» فاللهم أشف قلوبنا بقيام الليل وأعنا عليه.. فوائد عظيمة وتوضح الدكتورة اعتماد عبدالصادق عفيفي الفار أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أن من خصوصيات شهر رمضان قيام الليل، قال تعالى: «ياأيها المزمل قم الليل إلا قليلا، نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا» المزمل، وهناك صبر على الطاعات، ومن أفضلها في شهر رمضان صلاة الليل، والتي كانت فرضا على النبي وأصحابه صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى: «يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاس ثم خفف الله عز جل بقوله .. علم أن لن تحصوه فتاب عليكم. فاقرءوا ما تيسر من القرآن..» قال ابن عباس في تفسير .. قم الليل.. يعني قم الليل كله إلا قليلا منه... فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم- وعلى أصحابه وقاموا الليل كله ولم يعرفوا حدا لقليل، فأنزل الله تعالى: «نصفه أو انقص منه قليلا..» فاشتد ذلك عليهم أيضا.. فأنزل الله تعالى قوله: «علم أن لن تحصوه فتاب عليكم...» يعني قيام الليل من الثلث والنصف، إلى أن فرضت الصلوات الخمس.. وبهذا صار الليل مندوبا في حق النبي صلى الله عليه وسلم- وأمته، وإن جمهور العلماء قالوا: صلاة التهجد نفلا في حقك زيادة في درجتك وشكرا منك لمولاك على ما أولاك.. أما في حق الأمة فشُرع تكفيرا للسيئات وقضاء للحاجات، ورفعا للدرجات، فهو يحتاج إلى صبر له مذاق خاص لخلو العبد مع ربه دون مراقبة لأحد، ولا تفاخر، بل إقبال على ربي بما يحب وفيما يحب. وتضيف: أن حديث أبي مالك الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن في الجنة غرفا يرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وقام بالليل والناس نيام» أخرجه أحمد وابن حبان والبيهقي في الشعب والطبراني في الكبير بسند رجاله. فإذن هي من أفضل الصلاة ومفيدة بدنيا أيضا، لأن الجسم في هذا الوقت يستفيد بكل الحركات التي يقوم بها المسلم في صلاته، فهي تقوية لعضلات الظهر والعنق والمفاصل، وأيضا إذا كان للإنسان حاجة في الدنيا أعطاه الله له في هذا الوقت وفي هذه الصلاة لأن جابر بن عبدالله يقول: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله اياه، وذلك في كل ليلة» أخرجه أحمد ومسلم، ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تعالى في تلك الساعة فكن» فرحمة الله قريب من العبد في كل وقت، وبالأخص في جوف ليل رمضان.