خلال شهر يناير عام 1997 بدأ العمل فى مشروع توشكى لأستصلاح وزراعة 540 ألف فدان تضاف إلى رقعة مصر الزراعية لسد الفجوة الغذائية خلا ل هذه الفترة لم يكن هناك صوت يعلو على صوت توشكى وانه المشروع القومى الجديد الذى يهدف لطرق أبواب الصحراء وتوديع الوادى الضيق لرحابة الوادى الفسيح وكان اكثر المتفائلين بالمشروع الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء وقتها الذى وفر جميع الإمكانيات التى يحتاجها المشروع. ولعب الإعلام الحكومى وقتها دورا كبيرا فى الترويج للمشروع والدفاع عنه وأنه سلة غذاء العالم الجديد وان توشكى بداية تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح ولم تمر سوى سنوات قليلة حتى خرج الدكتور الجنزورى من الحكومة وبدأ الهجوم على المشروع وبدأت الأسئلة تتردد ماجدواه ومافائدته الاقتصادية ؟ ولابد من محاسبة من أنفقوا المليارات فى الرمال ومع الايام بدأالاهتمام بالمشروع يتراجع وظل المشروع يقاوم البقاء على مدى 14 عاما حتى اعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى إحياءه من جديد ضمن خطة لزراعة 4ملايين فدان لزيادة الرقعة الزراعية ويبدوا ان الدولة عازمة على إعادة المشروع من جديد وزراعة 540 ألف فدان المخطط زراعتها منذ 14 عاما حيث زار أمس المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المشروع للوقوف على آخر مراحل العمل ومشاكل المستثمرين والصعوبات التى تواجه عودة الحياة للمشروع من جديد. الدكتور مغاورى شحاته رئيس جامعة المنوفية الأسبق وخبير المياه الدولى يرى أن مشروعات استصلاح الأراضى الصحراوية مطلوبة لزيادة الرقعة الزراعية وتوفير عناصر التنمية الشاملة وسد الفجوة الغذائية وان المشروعات الزراعية يجب التركيز عليها خلال الفترة الحالية حيث توفر 14% من الدخل القومى ويجب على الدولة أن يكون لديها رؤية واضحة فى عملية التنمية الزراعية التى تستغرق وقتا طويلا وتتطلب مجهودا كبيرا وإنفاق ماليا ضخما . وأضاف الدكتور مغاورى شحاتة أن فتح ملف توشكى من جديد ليس نكسة كما يدعى البعض وليس إهدارا للمال العام كما يحاول البعض أن يروج بل إن عودة الحياة للمشروع ضرورة ملحة حماية لما انفق عليه قبل ذلك والدولة بذلت مجهودا فى المشروع من خلال وضع البنية القومية للمشروع وهى الطرق الرئيسية وترعة الشيخ زايد والمحطات العملاقة وعلينا أن نتخلص من حساسية أن توشكى لابد أن نزرعها قمحا فهناك دول كثيرة لا تزرع حبة قمح واحدة ولم يؤثر هذا على شعبهاوأشار إلى أن الزراعة تستهلك80% من مواردنا المائية ونحن فى زمن ندرة المياه ونمر بأزمة حقيقية فى هذا الملف وإذا توفرت المياه نجحت توشكى وإذا لم تتوفر المياه فهذا عبث وعلى الدولة ان توفر للشباب داخل المشروع مساحات صغيرة تزرع بشكل تعاونى ويحصلوا على قروض وتسهيلات بنكية من أجل نجاح تجربتهم التفاصيل الصغيرة المهندس سعودى عليوة رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الوادى للتنمية الزراعية وأحد خبراء استصلاح الأراضى فى مصر اعتبر أن الطريقة التى أدار بها الرئيس عبد الفتاح السيسى الاجتماع الذى حضره رئيس الوزراء وعدد من الوزراء لعودة اهتمام الدولة بمشروع توشكى بداية النجاح للمشروع فقد فوجئت بمناقشته للمسئولين فى التفاصيل الصغيرة وأدق المعلومات ومعنى هذا انه يعرف الملف جيدا وهذا مؤشر جيد وأضاف عليوة أن ماتم زراعته فى توشكى حتى الآن منذ بداية المشروع وحتى الآن 50 ألف فدان موزعة بين جنوب الوادى وهى شركة حكومية نجحت فى زراعة 20 ألف فدان وباقى المساحة موزعة بين شركات الراجحى والوليد والزهرة وان البنية القومية حاليا جاهزة لما يقرب من 320 ألف فدان وهى الترع الكبرى والمحطات الكبرى والطرق الرئيسية ويتبقى المحطات الصغيرة والطرق الفرعية والمصارف وشبكات الرى وهذا دور المستثمرين وان إحياء المشروع مهمة سهلة لو صدقت النوايا. وعن المدى الزمنى الذى يستغرقه زراعة 540 الف فدان وهى مساحة المشروع أكد عليوة أنه من الممكن ان يتحقق هذا خلا ل خمس سنوات فقط بشرط توافر الإمكانيات والتمويل من الدولة وتوافر الخدمات اللوجستية مثل الامن وضرورة إنشاء نقطة شرطة لحماية المعدات الخاصة بالمستثمرين وان يكون هناك دورا لوزارة التموين حيث ان أقرب نقطة للحصول على رغيف خبز على بعد 500 كيلو وهى مدينة اسوان كما لابد أن تقوم وزارة الإسكان بدورها فى توفير مساكن للعاملين وان يكون هناك وسائل نقل منظمة أيضا لابد من وجود دور لوزارة الصحة من خلال لإنشاء مستشفى يخدم العمالة ومن اهم الخطوات التى يجب توافرها والكلام لايزال على لسان المهندس سعودى عليوة ضرورة اختيار المستثمرين الجادين والعلاقة الطيبة بين المستثمر والدولة وثبات القوانين وعدم تغيرها كل فترة وعودة اهتمام الوزارات المعنية بالمشروع . نكون اولا نكون المهندس يوسف الشيخ عضو مجلس الادارة المتفرغ لشئون شركات التجارة بالشركة القومية للتشييد والتعمير قال انه منذ عام 2010 توقف تمويل المشروع وان التمويل حاليا يتم بشكل ذاتى من خلال أرباح شركات الشركة القومية حيث يتم اقتطاع جزء من الأرباح لتمويل المشروع واننا إما ان نكون أولا نكون فى هذا المشروع الضخم حيث أنه مستقبل الاجيال الجديد وزيارة رئيس الوزراء للمشروع سيعطى دفعة قوية للعمل فى المشروع . أضاف أن ماقامت به شركة جنوب الوادى فى توشكى يعتبر تجربة رائدة حيث قامت بإنشاء مجتمع صغير مثل مساكن العمالة ومجمع طبى وفرن لانتاج الخبز ومحطة تحلية مياه وهذه الخدمات ساعد على وجود مجتمع نجح فى زراعة 20 الف فدان وان كل مانحتاجه خلال الفترة المقبلة بيع المساحات التى تم زراعتها للمستثمرين واستصلاح اراضى جديدة حيث تتجاوز قيمة أرض جنوب الوادى مليارى جنيه . وشدد الشيخ ان توشكى مشروع واعد يعمل به 30 ألف عامل لاستصلاح وزراعة مائة الف فدان وان شركات استصلاح الأراضى الحكومية من الممكن أن تساهم فى نجاح المشروع إذا توفرت لها الامكانيات اللازمة .