فى تحول جذرى للمواجهات بين أواكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا، فجر انتحارى حافلة صغيرة ملغومة بالقرب من نقطة تفتيش فى منطقة دونيتسك بشرق البلاد. وصرح المتحدث باسم الجيش الأوكرانى بأن شخصا يقود حافلة صغيرة ملغومة فجر نفسه بالقرب من حاجز أمني، دون أن يشير إلى المزيد من التفاصيل حول هذا الهجوم أو عن سقوط ضحايا. وفى الوقت نفسه، بدأ الجيش الأوكرانى محاولة اقتحام دونيتسك، التى تبعد حوالى ثمانين كيلومترا عن موقع تحطم الطائرة. وفى تطور مهم، سلم الانفصاليون الأوكرانيون مسئولين ماليزيين الصندوقين الأسودين للطائرة التى تحطمت الخميس الماضى كما أعلنوا وقفا لإطلاق النار ضمن محيط يمتد عشرة كيلومترات فى مكان التحطم لتسهيل التحقيق فى أسباب الحادث. وقال ألكسندر بوروداى رئيس الوزراء فى "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، أمام نحو 150 صحفيا حضروا إلى مقر السلطات الانفصالية، قررنا ان نسلم الخبراء الماليزيين الصندوقين الأسودين. وعرض المسئولون الانفصاليون امام الصحفيين صندوقين يتراوح لونهما بين الأحمر والبرتقالي. وفى هذه الأثناء، أكد شهود عيان أن قطارا يحمل رفات ضحايا الطائرة وصل إلى مدينة خاركوف حيث تم نقلها لاحقا إلى هولندا. يأتى ذلك فى الوقت الذى تصاعدت فيه الضغوط الدولية على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية وحادث الطائرة الماليزية. وتعرض فيتالى تشوركين سفير روسيا لدى الأممالمتحدة لانتقادات حادة خلال تصويت مجلس الأمن على إدانة حادث الطائرة. وعقب التصويت، قالت السفيرة الأمريكية سامانثا باور إن تقاعس روسيا أدى إلى الحاجة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن فى المقام الأول. وتابعت باور قائلة إن روسيا تستمر فى إرسال رسالة دعم للمجموعات المسلحة من خلال "صمتها" على إسقاط الطائرة. وقالت "لقدتبنينا قرارا اليوم، لكننا لسنا ساذجين: إذا لم تكن روسيا جزءا من الحل فستظل جزءا من المشكلة. بينما قال السفير البريطانى مارك ليال جرانت إن مأساة الطائرة الماليزية حدثت فى سياق "محاولة روسيا لزعزعة استقرار دولة ذات سيادة. وأضاف جرانت: ينبغى أن تكون أحداث الأيام الأربعة الماضية بمثابة جرس إنذار فى موسكو وتدفع إلى إعادة النظر العميق فى سياسات روسيا التى تقوم بدعم وتدريب وتسليح الانفصاليين الذين يتسمون بالعنف فى شرق أوكرانيا. وردا على اتهامات باور، قال تشوركين إن واشنطن قد لا تكون على دراية بالجهود التى بذلتها روسيا لضمان وصول المحققين إلى موقع الحادث فى أسرع وقت ممكن. وأشار إلى أنه "ينبغى أن تكون السفارة الأمريكية أكثر إطلاعا". ومن جهة أخرى، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا مع مارك روته رئيس الوزراء الهولندى لمناقشة التحقيق الدولى فى حادث تحطم الطائرة. وفى غضون ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية فى بيان عن استعدادها لتقديم مساعدة كاملة للتحقيق فى سقوط الطائرة الماليزية، بما فى ذلك عبر إرسال خبراء، ورحبت بقرار الأممالمتحدة الذى يطالب بالسماح بالوصول بحرية إلى موقع تحطمها. وذكر البيان أن مثل هذه الكارثة يجب أن تكشف ملابساتها بمشاركة المنظمة الدولية للطيران المدنية. وعلى صعيد اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، دعا القادة الأوروبيون إلى حزمة ثالثة من العقوبات ضد الصناعات الدفاعية الروسية. ومن جانبه، دعا ديفيد كاميرون رئيس الحكومة البريطانية الاتحاد الأوروبى إلى فرض عقوبات اقتصادية واسعة على موسكو والتوقف عن بيع أى سلاح إليها، فى إشارة غير مباشرة إلى فرنسا. وفى الإطار ذاته، قال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إن قرارا بشأن تسليم حاملة ثانية لطائرات الهليكوبتر من طراز "ميسترال" إلى روسيا سيعتمد على موقف موسكو من أزمة أوكرانيا.