وسط المغالطات التى تحفل بها مسلسلات رمضان هذا العام، من حقائق مقلوبة وأحداث مشوهة جاء مسلسل «دهشة» ليصدمنا جميعا نحن أحفاد الزعيم حمد الباسل باشا بدهشة أكبر لمحاولة تشويه تاريخ هذا الرجل. حمد الباسل باشا أحد رموز الحركة الوطنية قبل ثورة يوليو وصاحب الوكالتين فى حكومة الوفدوكيل حزب الوفد بزعامة سعد زغلول ووكيل البرلمان فى العشرينيات، وهو الذى نفى مع سعد زغلول إلى مالطا وسيشيل، فكانت الشرارة التى فجرت ثورة 1919 من الفيوممسقط رأس حمد باشا الباسل. ومن يومها حفر الرجل إسمه فى تاريخ مصر الحديث كواحد من الثوار الذين ناضلوا ضد الإحتلال الإنجليزى بالنفس والمال، ليأتى تكريمه على يد المشير عبد الحكيم عامر بأوامر من الرئيس عبد الناصر بعد الثورة بإسقاط الحراسة عن عائلة الباسل نظرا لماضيها المشرف. تلك نبذة بسيطة من سجل حافل بالوطنية والشجاعة والكرم لهذه الشخصية التى كسرت الحدود المصرية، وخرجت إلى الأقطار الشقيقة فى الأردن والعراق واليمن لعقد الصلح بين القبائل المتصارعة آنذاك.ولا أرى سببا للتزامن بين قيام المستشار الجداوى بإعداد مسلسل تليفزيونى تحت إسم «البدوى الثائر» لتكريم شخصية حمد الباسل باشا، وإذاعة مسلسل «الفخراني» لإظهار «الباسل حمد» تاجرا للسلاح وزعيما لعصابة من الدراويش ومكروها من بناته ومنبوذا من أهله وعشيرته مع التنويه بتصوير حلقات المسلسل فى الفيوم.وبغض النظر عن المعالجة الدرامية للمسلسل المعروض حاليا وركاكة الحبكة القصصية فذلك ليس تخصصى وإنما سؤالى المحدد الذى أريد جوابه من فناننا الكبير يحيى الفخرانى ومعه الإبن شادى مخرج المسلسل، لماذا إختاروا إسم الباسل فى هذا العمل حتى وان ذكر مقلوبا من حمد الباسل باشا إلى «الباسل حمد» ليكون بطلا لهذا العمل المبتور مع الاعتذار للعمل الاصلى وهو «مسرحية الملك لير».هل جاء ذلك حتى لا يقعوا تحت طائلة المساءلة ولكن أين المسئولية الأدبية عن مخالفة القواعد الفنية، وأخلاقيات العمل الفنى حتى لو كان ذلك مجرد لعب بالأسماء.