خلال جلسة المحاكمة الأخيرة فى قضية التخابر واقتحام السجون المتهم فيها محمد مرسى العياط وإخوانه من قادة الجماعة وقف المعزول داخل قفص الاتهام وراح يردد هتافات التضامن مع حماس المتهم بالتخابر معها وكان أبرز هذه الهتافات هو هتاف «حى على الجهاد» الذى استحوذ على إعجاب رفقاء القفص فوقفوا جمعيا من خلفه يرددون ذات الهتاف بشكل هستيرى يكشف عن عمق المأساة التى عاشتها مصر فى ظل سلطة هؤلاء الناس الذين تولوا مقاليد الحكم فيها وكانت لهم اليد الأولى فى إدارة شئون البلاد تحت قبة البرلمان وفى قصر الرئاسة. إن هذا المشهد الذى نشرته بوابة الأهرام حول جلسة المحاكمة لم يستدع إلى الذاكرة فقط واقع الغيبوبة الفكرية التى كانت ستتسع مساحتها ويزداد عمقها فى الواقع المصرى لو بقى هؤلاء الناس ممسكين بزمام الأمور فى مصر وإنما استدعى مجمل الغيبوبة العربية التى نجح هذا التنظيم فى نشر رياحها من المحيط إلى الخليج لأكثر من 60 عاما كانت خلالها القضية الفلسطينية هى أهم سلعة تجارية لهؤلاء الناس فى سوق السياسة العربية. إن ما هتف به محمد مرسى العياط داخل القفص «حى على الجهاد» يجيء تأكيدا لحالة الإفلاس السياسى والفكرى عند هؤلاء الناس حيث مازالوا يعيشون أوهام التعاطى مع الأزمات السياسية بالهتافات الحنجورية والخطب الحماسية وذرف دموع التماسيح مع تجنب قراءة الواقع! لقد كان محمد مرسى العياط هو عراب اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل بعد عدوان 2012 فلماذا نسى «الجهاد» وهو على كرسى الرئاسة وانتفض صارخا «حى على الجهاد» وهو فى قفص الاتهام... أى ضلال وأى تضليل أكثر من ذلك المنهج الشعبوى الساذج الذى سمموا به العقول وتلاعبوا بالمشاعر والعواطف رفضا للممكن واستمرار طلب المستحيل حتى تضاءلت أحاديث القضية الفلسطينية من أحلام العودة إلى حيفا ويافا وتل أبيب لكى تحل غزة محل فلسطين ويتم اختصار غزة بكل تاريخها فى حركة حماس ورفقائها على درب المستحيل الذى يخدم عدوانية ووحشية إسرائيل فى المقام الأول! خير الكلام : ليس أشد تعاسة ممن يعيش حلم يستحيل تحقيقه! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله