تصاعد الأزمة بين الحكومة الإسرائيلية وقطاع غزة، بعد التدخل البرى الذى نفذته عناصر القوات البرية الاسرائيلية على القطاع سيؤثر بشكل مباشر على طبيعة الصراع،وربما على مجريات الامور علىالارض فى الوقت الحالي، فى ظل التسليح العالى والفائق الدقة من قبل الجانب الاسرائيلى والذى لا يقارن باى شكل مع تسليح كتائب القسام التى تواجة الغزو البرى الاسرائيلى. الأمر الذى يجب التوقف عنده فى البداية هو الدور الإقليمى فى هذا الصراع بين اسرائيل وقطاع غزة، فهناك العديد من دول الجوار الاقليمى لا ترغب فى تهدئة الاوضاع وتسعى الى ان يكون لها الدور الاول والاخير فى انهاء تلك الازمة فى سبيل تحقيق مجد شخصى او محاولة لعب دور اقليمى جديد، وهذا ما ينطبق على تركيا التى كانت تسعى بأن يكون لها دور اساسي فى انهاء هذا الصراع، ولكن بعد ان اعلنت مصر مبادرتها بوقف اطلاق النار بين الطرفين، سعت تركيا الى عدم قبول حماس بتلك المبادرة، على ان تتدخل تركيا، مع العلم ان اسرائيل لن تقبل بتدخل تركى لحل الازمة، وذلك نظرا لمواقف رجب طيب اردوغان. كما ان ايران ترغب فى ان يكون لها الدور الاول فى القضية الفلسطينية، لذا فهى تسعى الى عدم انهاء الخلاف فى الوقت الحالى من خلال تمويل حماس بالسلاح والمال لمواجهة العدو الاسرائيلى والغزو البري، حيث ان ايران ترغب فى ان يكون لها دور اقليمى جديد، فبعد دورها فى جنوبالعراق، وعلاقاتها بحزب الله فى الجنوب اللبناني، فإن سعيها لا ينقطع لتوسيع دائرة نفوذها فى المنطقة، ويأتى ذلك من خلال دعم المقاومة الفلسطينية. اما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن أمن إسرائيل يمثل لها الاهمية القصوى، لذا بالطبع سوف تدعم اسرائيل لضرب غزة بقوة وتجريد كتائب القسام من السلاح، والحفاظ على امن اسرائيل من اى تهديد حقيقى . والحقيقة التى يجب أن توضح ان الغزو البرى لاسرائيل على قطاع غزة يهدد الامن القومى المصرى بشكل مباشر، حيث إن هناك العديد من المخاطر التى قد تواجهها مصر جراء هذا العدوان حال توسيع العمليات بشكل أكبر، فإذا دخلت الآليات البرية إلى قلب قطاع غزة فلن يجد الفلسطينيون مأوى غير الحدود المصرية والدخول إلى أراضى سيناء والبقاء فيها لفترة، حتى تهدأ الاوضاع، وهو الأمر الخطير حيث أن إسرائيل ستمنع عودة هؤلاء الفلسطينيين مرة أخرى إلى غزة، وستتفاوض مع مصر على أن يبقوا بها، وهو ما كانت تسعى إليه إسرائيل والولاياتالمتحدةالامريكية باستقطاع جزء من سيناء للفلسطينيين من أهالى قطاع غزة، اعتباره وطنا بديلا، وهو ما كانت تخطط له الولاياتالمتحدة فى مشروع الشرق الأوسط الموسع، واتفقت عليه مع جماعة الإخوان الارهابية إبان حكمها لمصر، وقد كان المشروع فى إطار التنفيذ، دون الدخول فى صراع مسلح، أما فى الوقت الحالى ومع فشل تلك المؤامرة فتنفذ حاليا عملية عسكرية تجبر اهالى قطاع غزة على الدخول فارين من القتال الى سيناء. أما السيناريو الثانى، والذى يعتبر الاخطر، فمع الاجتياح البرى للقوات الإسرائيلية، ونزوح أهالى القطاع إلى سيناء يتم إطلاق صواريخ من سيناء من قبل عناصر فلسطينية على القوات الاسرائيلية، الأمر الذى قد يؤدى بطبيعة الحال لرد إسرائيلى بل ربما تتدخل طائرات اسرائيلية هليكوبتر لمطاردة تلك العناصر فى أراضى سيناء، وفى تلك اللحظة ستوضع مصر فى موقف المدافع عن أراضيها وستقوم بصد هذا العدوان، مما يجعل مصر تدخل فى صراع مسلح جديد مع إسرائيل. إن الغزو الإسرائيلى البرى لن يجنى إلا المزيد من الدمار للمنطقة، وذلك فى إطار أن كتائب المقاومة الفلسطينية المختلفة دائما ما تهدد بالرد القوى والرادع إذا ما تدخلت إسرائيل بريا، بل انها تطلق عشرات الصواريخ على الجانب الاسرائيلى باستمرار دون سقوط ضحايا، أما بالنسبة للصاروخ الاسرائيلى الواحد، فإنه يقتل عشرات الابرياء. إن الموقف يزداد يوميا صعوبة، ومع اشتعال الموقف ستتأثر المنطقة باكملها بهذا الصراع، وقد يطول دولا أخرى اقليمية، كما أن هذا الصراع يأتى فى ظل دول عربية انهكتها الصراعات الداخلية والتى لن تكون بقوتها خلال الوقوف بجانب الموقف الفلسطيني.