بد أ الجيش الاسرائيلى الليلة الماضية عدوانا بريا فى قطاع غزة بعد عشرة ايام من الغارات الجوية التى اسفرت عن 240 قتيلا وإصابة حوالى ألفى شخص . وقال بيان لقوات الإحتلال إن العدوان سيشمل عمليات للمشاة والمدفعية والاستخبارات معززة بالطيران والبحرية. وقال البيان العسكرى الإسرائيلى إنه بعد عشرة أيام من الهجمات الجوية والبحرية والبرية لحماس والرفض المتكرر لتهدئة الوضع، بدأ الجيش عملية برية فى قطاع غزة" مشيرا إلى أن هدف العدوان احداث ضرر كبير بالبنى التحتية لحماس واعادة الأمن الى مواطنى اسرائيل". ونقلت وكالة رويترز عن متحدث عسكرى اسرائيلى قوله إن تصعيد الهجوم الإسرائيلى فى غزة لا يهدف لإسقاط حكم حماس يأتى ذلك عقب «الهدنة الإنسانية» التى قبلتها إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة قد دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة العاشرة من صباح أمس وحتى الثالثة مساء بالتوقيت المحلي، وأعلن كل من حركة حماس وإسرائيل موافقتهما على طلب للأمم المتحدة لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة خمس ساعات، وسارع الفلسطينيون إلى البنوك والمتاجر لصرف رواتبهم والحصول على احتياجاتهم من المواد الغذائية خلال فترة تطبيق الهدنة. وكان روبرت سيرى مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام فى الشرق الأوسط قد طالب كلا من إسرائيل وحركة «حماس» وفصائل المقاومة فى قطاع غزة إعطاء «هدنة إنسانية» لتمكين مواطنى القطاع من التزود بالغذاء والاحتياجات الإنسانية، وهذه هى المرة الأولى التى يتم فيها إعلان تهدئة مؤقتة متبادلة منذ بدء الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة الذى يتعرض للقصف المكثف لتسعة أيام متواصلة فى إطار عملية «الجرف الصامد» . وتبادل الإسرائيليون والفلسطينيون الاتهامات بخرق «الهدنة الإنسانية» التى دعت إليها الأممالمتحدة لادخال مساعدات الى القطاع، وذكرت مصادر فلسطينية أن مدفعية الاحتلال المتمركزة على الشريط الحدودى قصفت حقلا زراعيا شرق رفح، كما قصفت شرق بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع، وأشارت إلى أن الطيران الحربى والاستطلاع عاد ليحلق بشكل منخفض فى أجواء القطاع. وبدورها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه تم ظهر أمس خرق الهدنة بعد أن سقطت فى مناطق غير مأهولة بمجلس اشكول الاقليمى بالنقب الغربى 3 قذائف صاروخية أطلقت من القطاع دون وقوع اصابات. وقبل بدء سريان الهدنة بنحو عشر دقائق، أفاد مسئول طبى فلسطينى أن ثلاثة فلسطينيين قتلوا وأصيب أربعة آخرون أمس بينهم امرأة بجروح خطيرة بقذائف أطلقتها دبابات إسرائيلية على منزل شرق رفح فى جنوب قطاع غزة، وشن الطيران الحربى الإسرائيلى سلسلة غارات صباح أمس على مناطق مختلفة من غزة استهدفت عددا من المنازل وأراض زراعية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة العدوان الإسرائيلى المتواصل على قطاع غزة ارتفع إلى 230 شهيدا و1690 مصابا. وقال الجيش الإسرائيلى - الذى قال مسئولون حكوميون إنه على استعداد لتوسيع نطاق هجماته الجوية والبحرية إلى عمليات برية محتملة - إنه سيرد «بصرامة وحسم» إذا نفذ المسلحون فى غزة هجمات خلال الهدنة. ومن ناحية أخري، ذكر راديو إسرائيل أن وحدة من الجيش الإسرائيلى أحبطت صباح أمس محاولة تسلل من وصفتهم «مخربين» من جنوبغزة إلى منطقة صوفا الحدودية بالنقب الغربى عبر نفق، وأشار إلى أن نقاط المراقبة والاستطلاع على الحدود مع القطاع رصدت المتسللين فى الجانب الإسرائيلى من الحدود حيث تم قصف النفق جوا. كما أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» مسئوليتها عن قصف مدينة تل أبيب بخمسة صواريخ من طراز «إم 75» محلية. وفى سياق متصل، أغلقت سلطات الاحتلال معبر «كرم أبو سالم» التجارى جنوبغزة أمس بشكل مفاجئ وحتى إشعار آخر. وعلى الصعيد السياسي، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد عن سلسلة اجتماعات فلسطينية شهدتها القاهرة خلال ال24 ساعة الماضية ، مشيرا إلى أن الأمور لا تزال معقدة على صعيد ملف التهدئة فى غزة. ونقلت وكالة أنباء «معا» الفلسطينية عن الأحمد القول إنه جرى بحث تفصيلى بين الرئيس محمود عباس وممثل حماس عضو المكتب السياسى موسى أبو مرزوق فى القاهرة بعد أن أرسلت حماس للجانب المصرى رسالة اعتذار عن قبول المقترح المصرى للتهدئة، وقد استمع عباس لملاحظات حماس وناقش مع أبو مرزوق آفاق الحلول والخروج من تداعيات الموقف. وكشف الأحمد أن حماس طرحت تحفظات تمثلت بمطالبة حماس بالتعديل على المقترح ليشمل العودة لتفاهمات 2012 بين إسرائيل وحماس ، وكذلك رفع الحصار عن قطاع غزة وإعادة العمل فى النظام الذى يتيح للصيادين بحرية الحركة والصيد بعمق 12 ميلا . وفى سياق متصل، غادر القاهرة فى ساعة مبكرة من صباح أمس وفد إسرائيلى رفيع المستوى عائدا إلى تل أبيب بعد زيارة قصيرة لمصر استغرقت عدة ساعات التقى خلالها مع كبار المسئولين المصريين لبحث وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن أنقرة: كتب سيد عبد المجيد: يقوم الرئيس الفلسطينى محمود عباس اليوم بزيارة قصيرة لاسطنبول تستغرق عدة ساعات يجرى خلالها مباحثات مع المسئولون الأتراك تتركز حول تطورات الهجوم الإسرائيلى على غزة.