كثفت إسرائيل من عدوانها على قطاع غزة، وتوغلت أكثر فى المناطق المأهولة بالسكان وخاضت قواتها البرية مدعومة بالضربات الجوية والبحرية معارك عنيفة ضد مقاتلى حماس على مشارف مدينة غزة. وأعلن الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الإسعاف والطوارئ فى وزارة الصحة أن 10 فلسطينيين على الأقل استشهدوا فى القصف الإسرائيلى المكثف فجر أمس ليرتفع عدد الشهداء إلى 935، بينهم أكثر من 280 طفلاً و97 امرأة و90 مسنا ، وأكثر من 4200 جريح. وسقط فجر أمس 3 شهداء فى غارة جوية فى منطقة «تل الهوى» جنوب غرب مدينة غزة، واستشهد مسن فلسطينى، فى قصف مدفعى على بلدة «خزاعة» فى شرق خان يونس فى جنوب قطاع غزة. والحق القصف أضرارا جسيمة بعشرات المنازل فى مناطق تل الهوى والشيخ عجلين «جنوب غرب» والزيتون «جنوب شرق». وذكر شهود أن «أرتالا من الدبابات توغلت فى منطقتى الشيخ عجلين وتل الهوى وسط اشتباكات عنيفة جدا». وأضافوا أن «عشرات الانفجارات هزت المنطقة حيث أطلقت الطائرات الإسرائيلية عددا من الصواريخ أيضا». وشن الطيران الحربى الإسرائيلى غارة استهدفت منزلا لعائلة أبو جياب فى حى الشيخ رضوان فى شمال مدينة غزة حيث أصيب 3 مدنيين، وأعلن الجيش أنه شن هجمات على 60 هدفًا منها أنفاق يزعم أنها تستخدم فى تهريب السلاح من مصر إلى القطاع ومنشآت لصنع السلاح. ومن ناحيتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، أنها دمرت دبابتين إسرائيليتين فى حى الزيتون وقتلت عددا من العسكريين فى بلدة «خزاعة» ولكن الجيش الإسرائيلى نفى هذه المعلومات. ومن جانبه، وصف المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية «أبومجاهد» الاشتباكات التى جرت بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية على عدة محاور بمحيط مدينة غزة فجر أمس بأنها الأعنف منذ بدء العدوان البرى وقال: إن المقاومة أطلقت قذائف صاروخية فى مواجهة الآليات المتوغلة، وان هناك خسائر فى آليات الاحتلال وجنوده، حيث أعطبت نيران المقاومة عددًا من الآليات العسكرية». وأصيب 3 جنود إسرائيليين بجروح طفيفة، جراء تعرض سيارتهم لإطلاق نار من قبل عناصر المقاومة الفلسطينية بالقرب من مستوطنة «كريات أربع»، وذكر راديو إسرائيل أن جنديا آخر أصيب فى شمال قطاع غزة بجروح خطيرة، كما أصيب 3 جنود بجروح طفيفة بعد تعرض قوة من لواء المظليين لإطلاق النار «عن طريق الخطأ» من جانب قوة أخرى. وفى غضون ذلك، أعلن طبيبان نرويجيان أمضيا 10 أيام فى قطاع غزة أنهما يشتبهان فى أن الجيش الإسرائيلى يستخدم سلاحا غير معروف اسمه «دى.آى.إم.أى» يحدث انفجارا ضخما فى منطقة محدودة، مشبهين ما يحدث فى غزة بأنه «فصل دموى جديد فى تاريخ الفلسطينيين يشبه كثيرا ما حدث فى صبرا وشاتيلا». وسياسيا، توعدت إسرائيل بالضرب «بيد من حديد» فى قطاع غزة فى حال تواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت فى ختام زيارة لمنطقة جنوب إسرائيل «نريد وضع حد للعملية عندما يتوفر شرطان: وقف القصف بالصواريخ، ووقف تسليح حماس». وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلى جابى اشكينازى إن القوات «حققت إنجازات عديدة فى ضرب حركة حماس وبنيتها التحتية» إلا أنه «لا يزال هناك عمل يجب إنجازه فى غزة»، فيما أعرب مصدر أمنى إسرائيلى عن قلقه من احتمال إطلاق حركة «حماس» صواريخ إلى وسط إسرائيل كخطوة يائسة فى ضوء الضربة غير المسبوقة التى تلقتها بقطاع غزة.