لأول مرة فى التاريخ المعاصر - تعلن الحقيقة للشعب - وتحديدا بعجز الموازنة وان على من يريد أن يبنى مستقبلا آمنا عليه ان يتحمل المسئولية، وأزعم ان هذه المصارحة كانت نتائجها ايجابية عند رفع جزئى لدعم الطاقة وجاء خطاب السيسى فى مناسبة العاشر من رمضان شارحاً ومقنعا لمبررات القرار ولقد استجاب وتقبل غالبية الشعب القرار من منطلق انهم شعروا بأن متخذ القرار يحترم عقولهم، ويطلب مشاركتهم فى تحمل المسئولية، وهذا مكسب وكشف لابد الا تضيعه الادارة السياسية، من خلال تواصل متخذ القرار والشعب وهو أمر متبع فى العديد من بلدان العالم الحر، حيث يقوم رئيس الدولة أو رئيس الحكومة بمخاطبة الشعب أسبوعياً وهو ما أكده أخر ما توصل اليه الخبراء لضمان النجاح خاصة فى قيادة الغير أن تبدأ مع لماذا (بمعنى الفهم للقرار) وهو عنوان كتاب العالم الأمريكى الأشهر سيمون سينك (Simon Sinek) الصادر عام 2009م وتاريخ مصر المعاصر كان أسبق من سينك، فقد عرفنا لماذا عند تأميم قناة السويس وحرب الاستنزاف ومعركة العبور ومعركة السلام وتوقيع المعاهدة.. واخيرا لماذا خريطة المستقبل فى يوليو 2013م ، لذا كان الشعب بكل طوائفه خلف كل هذه القرارات وقدم التضحيات فكان النجاح وعندما غابت لماذا؟ عن خصخصة مبارك كانت النتائج كارثية، أن فهم الشعب لماذا يعنى دعوته للمشاركة فى تحمل المسئولية ، وكان فهمه لها سببا لنزوله ومشاركته فى الاستفتاء والانتخابات الرئاسية، وقناعة الشعب لماذا تأتى فى سياق المكاشفة والمصارحة من خلال تعريفه بتقدير الموقف الاستراتيجى لحالة مصر الذى يهدف الى توفير رؤى وخطط استراتيجية حول القضايا الإستراتيجية التى تشكل تحديات للتنمية الشاملة فى مصر، وذلك من خلال تحديد التحديات والتهديدات، وتشريحها بدقة للتعرف على القضايا والمشكلات الإستراتيجية التى تشكل تهديداً للأمن القومى المصرى وإدارتها وهى بمثابة برامج إستراتيجية للحكومة المنتخبة المقبلة، ومن خلال هذا التقدير يمكن للخبراء والمتخصصين تحديد اتجاهات العمل وحلول استراتيجية قابلة للتطبيق، مع الالتزام بقواعد التخطيط من خلال تحديد البدائل والأولويات والأساليب والآليات ومستويات وأمدية التنفيذ. لكن المشكلة الازلية فى مصر أن الدولة العميقة تصر على أنها القادرة منفردة على فعل كل شيء ورموزها يترددون فى قبول فكرة او رأى من خارج منظوماتهم ظنا منهم أن قبولها اعتراف بالتقصير، وهذا الامر يحتاج مراجعة ففى كل بلدان العالم تتم الاستعانة بقوى المجتمع المدنى ومراكز البحوث والدراسات الى جانب خبرة المشهود لهم بالكفاءة من رجال دولة سابقين، وغيرهم من الخبراء، إن تقدير الموقف الاستراتيجى الى جانب الدور الرئيس لوزارة التخطيط فيه يمكن أن يكون بإشراف مباشر من شخصية وطنية علمية وعملية وبالتنسيق مع وزارة البحث العلمى والمجلس الأعلى للجامعات ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار والتعاون مع وزارة الدفاع ، وينطلق تقدير الموقف من رؤية واضحة لبلوغ مصر المستقبل المنشود ، يتحقق فيه مستوى معيشى أفضل للشعب فى ظل أمن وسلام اجتماعى، وبهدف رئيس هو الخروج بمصر من أزماتها ومشكلاتها المتراكمة إلى رحاب أوسع لتحقيق تنمية شاملة مستدامة. لمزيد من مقالات د. عبد الغفار عفيفى الدويك