طرح «المؤتمر الأوروبى لقسطرة القلب والأوعية الدموية» رقم 25 -الذى عقد مُؤخرا بباريس- حلا بديلا لعمليات شق الصدر من خلال دراسة وتقييم التطور المتلاحق فى مجال الدعامات القلبية التي استعرضها المؤتمر، الذي يُعتبر ثانى أكبر المؤتمرات العالمية المتخصصة فى هذا المجال بعد المؤتمر الأمريكى (TCT)، وشارك فيه نحو 250 طبيبا مصريا من أطباء وجراحى القلب والأوعية الدموية، ورأسه كل من: وليم وود، وجون فاجيديه، وجون مارك. واستعرض د. رامز جندى الأستاذ بطب عين شمس أهم التطورات التقنية فى منظمات القلب، التى يتم زرعها بالبطين الأيمن عن طريق القسطرة دون استخدام أسلاك موصلة للجهاز مثل الأجهزة القديمة، إذ يتم وضع المنظم فى دقائق معدودة، مع تفادى مشكلات عدة. وتحدث د. عادل الأتربى رئيس الجمعية المصرية للقلب عن التطورات التى حدثت فى تصميم الصمام الأورطى الصناعى، والذى يتم تركيبه عن طريق القسطرة بدون جراحة، وأهم مواصفات الصمامات الجديدة، وتشمل إدخال الصمام عن طريق شريان الفخذ مما يؤدى إلى تقليل المضاعفات التى كانت تحدث فى موقع الإدخال، وأيضا التصميم الجديد لهذه الصمامات الذي أدى إلى انخفاض درجة الارتجاع، وقلل من نسبة الجلطات التى تصيب شرايين المخ في أثناء تركيب الصمامات. وقال د. محمد صبحى الأستاذ بطب الإسكندرية إن دعامات القلب برزت فى صورة الدعامة الذائبة، التى تُصنع من مواد تذوب، ويمتصها الجسم بعد فترة معينة بعكس الدعامات الحالية والمصنوعة من مواد صلبة، إذ تظل موجودة مما يعيق وظائف الانقباض والانبساط الطبيعية بالشريان. وعلى المستوى البحثى ما زالت نتائج الدعامات الجديدة على المدى البعيد تحت الاختبار، وإن كانت مبشرة. وبالنسبة لعلاج مرض الضغط المقاوم للأدوية عن طريق كى الأعصاب (السيمباكون) داخل شرايين الكلى باستخدام قسطرة خاصة يتم إدخالها بنفس طريقة القسطرة العادية.. فبالرغم من أن هذه الطريقة آمنة، ولا تسبب أى مضاعفات، إلا أن هناك شكوكا فى فاعليتها فى تخفيض الضغط بنسبة كبيرة. وقد عُرضت هذه الدراسة السلبية فى اجتماع الجمعية الأمريكية لأمراض القلب. لكن فى هذا المؤتمرات ظهرت أبحاث تشير إلى إمكان نجاحها عن طريق قساطر كى أكثر فاعلية، إلا أنه لم تصدر حتى الآن توصية باستخدام هذه الطريقة فى حالات الضغط المقاوم . كما تم عرض تركيب أول صمام مترالى صناعى بدون شق جراحى، إذ يتم ذلك من خلال ثقب صغير جانبى فى الصدر بواسطة دفع قسطرة تحمل الصمام، بحيث يتم تفريغه فى موضع الشريان الأصلى. وقد تمت التجربة فى 4 حالات لا يصلح لها إجراء شق جراحى.ويوضح د. حسام قنديل الأستاذ بطب القاهرة أن هذه التقنية تُعتبر إنجازا فى علاج الصمام المترالى عن طريق القسطرة ، وأضاف أنه من المتوقع أن تتطور هذه التكنولوجيا لخدمة آلاف المرضى الذين يعانون من ارتجاع الصمام المترالى، مشيرا إلى أن هذا الصمام يُعتبر فى تركيبه الطبيعى من أصعب الأماكن فى التعامل معه داخل القلب، وأن هناك حالات عدة كان يصعب علاجها قبل استحداث هذه التقنية خاصة الحالات التى تعانى من الإصابة الروماتيزمية بالصمام المترالى. وأخيرا استعرض المؤتمر أنواعا جديدة من الصمامات الأورطية التى يتم تركيبها عن طريق الجلد باستخدام القسطرة، إذ تتكيف هذه الصمامات مع القلب بصورة أفضل، ولا تحتاج إلى أدوية (مسيلات الدم) بحيث يتم استخدمها بشكل أكبر فى المرضى كبار السن. وبمقارنتها بالنتائج الجراحية فى هؤلاء المرضى أثبت هذا التطور تفوقا واضحا فى تقليل الإصابة بالسكتة الدماغية، وبمستوى نجاح يضاهى الصمامات التى يتم تركيبها بالشق الجراحى.