سعيا لتوحيد المعايير والمواصفات للمنتجات المصرية أعلن المعهد القومى للقياس والمعايرة تبنى سياسة جديدة للاستفادة من البحوث الطويلة لعلماء المعهد لخدمة ودعم الصناعة المصرية. وأوضح د. عادل بسيونى مدير المعهد: إننا ننطلق من قاعدة ان كل منتج له مواصفات فنية معينة لا يمكن الحكم عليها إلا من خلال القياس لأنه العامل المجرد لجودة المنتج، وهنا يأتى دور المعهد فى إنشاء المعايير القومية المصرية للقياس طبقا للتعاريف الواردة لوحدات القياس داخل النظام الدولى. وأكد د. عادل أنه لأول مرة يتم إنتاج مادة مرجعية مصرية لقياس الفيتامينات فى منتجات الالبان، وأنه تم البحث على عينات من منتجات ألبان لتحضير مادة مرجعية تستخدم فى معايير اجهزة قياس نسبة فيتامينE فى الألبان، وهى المرة الأولى التى يجرى فيها بحث مصرى لإنتاج المادة المرجعية محليا بتكلفة اقل كثيرا من استيرادها من الخارج. من جهته، أشار د. خالد النجار أستاذ ميترولوجيا النسيج والمدير الفنى للمعهد القومى للقياس والمعايرة الى ان المعهد هو الوحيد على مستوى الشرق الاوسط الذى يحقق وحدات القياس السبع، وله الحق فى مراقبة الجودة والفحص وإعطاء العلامات التجارية. وأضاف: «نجحنا فى عمل بحث عن تطبيق مادة كيميائية مخلقة حديثا تعمل كحساس حرارى لونى على القماش، فعندما تتعرض هذا المادة الكيميائية البلورية لتأثير حرارى يتغير لونها بألوان مختلفة ظاهرة، وقد تم ربط هذه التغيرات اللونية باختلاف درجات الحرارة. ويمكن استخدام هذا النسيج المعالج بهذه المادة على المستوى الصناعى للعاملين فى مجال الإطفاء والمخابز والصناعات التى قد تحتاج إلى الحرارة المرتفعة نسبيا، إذ تتغير المادة لونها بشكل ذاتى مما يتيح استخدامها لتفادى مخاطر الحرائق، وكذلك فى الديكور إذ تتلون المادة النسجية بالألوان الباردة (المائلة للون الأزرق) عند درجات الحرارة العالية والألوان الدافئة عند درجات الحرارة المنخفضة مما يكسب الخاصية الذكية لأقمشة المفروشات، وأغطية الحوائط، بالإضافة لاستخدامها فى الأقمشة الطبية لمتابعة الحالة الصحية للمرضى. من جانبه، قال د.محمد على حسن نائب رئيس المعهد للشئون الفنية والإدارية إنه تم إنتاج مواد مرجعية لمعايرة أجهزة قياس الوميض فى قطاع البترول والكيماويات، منها مواد مثبطة للهب تقلل انبعاث الدخان عند الحرائق وهى من المنتجات البلاستيكية وتستخدم فى تأثيث المنشآت من الداخل ووسائل المواصلات، لأن هذه المادة تقلل سرعة انتشار اللهب وكمية الدخان المنبعثة، كما أنها مواد صديقة للبيئة، وكلها من خامات مصرية، وتكلفتها بسيطة. وفى سياق متصل، قال د.ممدوح مصطفى حلاوة رئيس شعبة الكهرباء بالمعهد: «من خلال الأبحاث حاولنا إثبات أن الدوائر الكهربية المنطقية بأنواعها يمكن أن تسهم فى تقديم تشخيص سليم لبعض المشكلات الصحية التى يعانى منها الجسم البشرى من خلال قياس ورصد تغيرات قيمة المقاومة النوعية الكهربية فى بعض أجزاء الجسم البشرى عن القيم المعتادة مما قد يشير الى وجود خلل ما». وتابع: بدأنا فى تصوير مقطعى للمقاومة الكهربية بهدف رصد مشكلات التنفس فى حديثى الولادة من خلال استقبال مخرجات الدائرة عند تمركز أقطابها عند منطقة الرئتين لهؤلاء الذين يعانون من هذه المشكلات. والدائرة المقترحة هنا لها -كما يقول- بعض المميزات مقارنة باستخدام الطرق التقليدية كالتصوير بالأشعة السينية أو بالرنين المغناطيسى التى عادة تستخدم فى الغرض نفسه لحماية أجسام هؤلاء من أخطار هذه الأشعة بهذه السن المبكرة.