عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِى رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِى أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».فى توضيح معنى هذا الحديث النبوى الشريف، يقول الدكتور عطية مصطفى أستاذ الثقافة الاسلامية بجامعة الازهر، أن معنى قوله:تمن سره أن يبسط له فى رزقه، اى يوسع عليه ويبارك له فيه، وفى رواية حديث أنس س من أحب س وللترمذى وحسنه من وجه آخر عن أبى هريرة س إن صلة الرحم محبة فى الأهل، مثراة فى المال، منسأة فى الأثر س، وقوله:ت(وينسأ( بضم أوله وسكون النون ثم همزة أى يؤخر.توقوله:ت(فى أثره)تأى فى أجله، وسمى الأجل أثرا لأنه يتبع العمر، قال وأصله من أثر مشيه فى الأرض، فإن من مات لا يبقى له حركة فلا يبقى لقدمه فى الأرض أثر. وأشار إلى أنه قد يقال إن ظاهر الحديث يعارض قوله تعالىبفإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمونب، موضحا أن الجمع بينهما من وجهين: أحدهما: أن هذه الزيادة كناية عن البركة فى العمر بسبب التوفيق إلى الطاعة، وعمارة وقته بما ينفعه فى الآخرة، وصيانته عن تضييعه فى غيره ذلك، ومثل هذا ما جاء أن النبى صلى الله عليه وسلم تقاصر أعمار أمته بالنسبة لأعمار من مضى من الأمم فأعطاه الله ليلة القدر.توحاصل معنى الحديث أن صلة الرحم تكون سببا للتوفيق للطاعة والصيانة عن المعصية فيبقى بعده الذكر الجميل، فكأنه لم يمت، ومن جملة ما يحصل له من التوفيق العلم الذى ينتفع به من بعده، والصدقة الجارية عليه، والخلف الصالح.تثانيهما: أن الزيادة على حقيقتها، وذلك بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر، وأما الأول الذى دلت عليه الآية فبالنسبة إلى علم الله تعالى، كأن يقال للملك مثلا: إن عمر فلان مائة مثلا إن وصل رحمه، وستون إن قطعها، وقد سبق فى علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذى فى علم الله لا يتقدم ولا يتأخر، والذى فى علم الملك هو الذى يمكن فيه الزيادة والنقص وإليه الإشارة بقوله تعالىبيمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتابب فالمحو والإثبات بالنسبة لما فى علم الملك، وما فى أم الكتاب هو الذى فى علم الله تعالى فلا محو فيه البتة، ويقال له القضاء المبرم، ويقال للأول القضاء المعلق.توأوضح أن الوجه الأول أليق بلفظ الحديث ، فإن الأثر ما يتبع الشىء، فإذا أخر حسن أن يحمل على الذكر الحسن بعد فقد المذكور، وقد قال العلماء الوجه الأول أظهر، والمعنى أن الله يبقى أثر واصل الرحم فى الدنيا طويلا فلا يضمحل سريعا كما يضمحل أثر قاطع الرحم.