ضعف البنية التحتية وتهالك شبكاتها، مشكلة تعانى منها الكثير من مناطق العاصمة ولا حل لها عادة إلا المسكنات التى لاتحقق طموح المواطنين، ومنطقة تقسيم اللاسلكى بالمعادى التى كانت تعد إحدى المناطق الراقية، يعانى سكانها منذ سنوات من سوء مياه الشرب وتكرار انفجار مواسير الصرف الصحي، وعدم رصف الطرق، وانقطاع الإنارة عن أعمدة الشوارع. سكان المنطقة عانوا من هذه المشاكل وطرقوا أبواب المسئولين، إلا أن كل جهة أخذت تلقى بالمسئولية على الأخرى دون تقديم أى حلول جادة. التقينا بعدد من الأهالى ومنهم «عبد الحميد محمد»، الذى قام بشراء أرض فى تقسيم اللاسلكى منذ خمس سنوات، وقام ببنائها فورا لأنها قريبة من شوارع رئيسية وراقية، ولكنه اكتشف مع الوقت أن مياه الشرب لها طعم غريب، وعندما سأل بعض العاملين فى المنطقة أوضحوا له أن هذا بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي. ومع أنه من المفترض عند إنشاء البنية التحتية أن يتم حفر مسار لمواسير مياه الشرب وآخر لمواسير الصرف الصحي، الا أن هؤلاء العمال قالوا له إنه تم حفر مسار واحد فقط لهما، مما أدى إلى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى بسبب تهالك الشبكات وتكرار كسرها! مشاكل المنطقة لا تتوقف عند مياه الشرب، فإنارة الشوارع أيضا غائبة ولا صيانة لها والشارع غير مرصوف حتى إن السكان قاموا بتجميع مبالغ لشراء «دبش» وتمت تسويته بالأرض على أساس أن الجمعية القائمة على المنطقة سوف تتحرك للمساهمة فى ذلك إلا أنها لم تفعل شيئا وهذا ما أكده «وجيه عبد الله» الذى انتقل إلى السكن فى منطقة اللاسلكى منذ عام 2001 مشيرا إلى أن مياه الشرب لها رائحة غريبة وانه يستخدم المياه المعدنية فقط. وأن عدم رصف الشوارع أدى إلى إصابة أحفاده بحساسية فى الصدر ويتعجب من كون هذه المنطقة الراقية التى لا تبعد الا أمتارا قليلة عن شارع النصر واللاسلكى والاوتوستراد لا تلقى أى اهتمام من أى مسئول. أما الشيخ «حسين حسن» إمام مسجد دار الفائزين فيؤكد أن جميع سكان المنطقة يضعون «فلاتر» للمياه حتى أن مبرد المياه الموضوع أمام المسجد كسبيل مياه تم تركيب فلتر له ويتم تغييره بشكل دورى كل أسبوع" وأضاف :»من اكبر مشاكل المنطقة تقسيم الشوارع الذى لا يسمح بوجود مداخل ومخارج متعددة لها فهناك أربعة مداخل ومخارج فقط للمنطقة لذلك نحتاج إلى وقت طويل للدخول أو الخروج ولا قدر الله إذا وقع حريق أو ما شابه فسوف يجد الدفاع المدنى صعوبة فى دخول المنطقة " حسين غريب» يسكن فى المنطقة منذ عام, يقول:»كنت أظن أن مشكلة المياه بالمنطقة هى مشكلة طارئة، ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أنها مشكلة مزمنة، فالشبكات متهالكة والمياه تنقطع بشكل يومى وتقدمنا بشكاوى عدة إلى الخط الساخن لشكاوى المياه، وفى كل مرة لا يتعدى رد الفعل عن قطع المياه وغسل الخط وأخذ عينة ثم إصلاح الكسور المتكررة بالشبكة، المهندس «عبد الله سلمان» من سكان تقسيم اللاسلكى يرى أن ضعف المياه فى منطقة تقسيم اللاسلكى يؤدى فى النهاية إلى استخدم مواتير الكهرباء حتى فى الأدوار الأرضية مما يؤدى إلى زيادة استهلاك الكهرباء وقال :»نحن نصلح مشكلة بمشكلة اكبر» تحدث سلمان أيضاً عن مشكلة الكافيهات التى ازدادت فى المنطقة والتى تضغط على شبكات المياه والكهرباء والصرف حتى أن كابل الكهرباء الذى يغذى قطعة الأرض التى يمتلكها احترق قبل أن يقوم بالبناء أصلا والسبب توصيل احد الكافيهات عليه مما اضطره إلى شراء كابل على حسابه الخاص بعد عام ونصف من «الكعب الداير» فى أروقة شركة الكهرباء» أثناء جولتنا بالمنطقة توجهنا إلى جراج احدى العقارات وطالبنا الحارس بفتح صنبور المياه لمشاهدة الوضع على الطبيعة، حيث قام بملء دلو بالمياه وكانت ذات لون غامق وأصر حارس العقار على حل موتور المياه لمشاهدة المياه الموجود داخل البالون والتى كانت مفاجأة بالنسبة لنا لأنها كانت سوداء تماما!! التقينا أيضا «هدى على إبراهيم» من سكان المنطقة منذ عام 2006 التى قالت إن زوجها أصيب هذا العام بفشل كلوى وتعتقد ان ذلك حدث بسبب مياه الشرب وفقا لوجهة نظرها وتقول :«شبكة المياه متهالكة ومع كل إصلاح يتم ترميم كسر الماسورة بقطعة من الخشب مما يسبب تلوثا اكبر للمياه» توجهت هدى إلى كل المسئولين بدءا من رئيس شركة المياه الذى التقت به فى نهاية شهر يناير من هذا العام واعتذر لها كثيرا، ووعدها بالسعى إلى إصلاح الشبكة إلا أنها اندهشت كثيرا عندما قال لها إن الخشب معترف به عالميا فى إصلاح شبكات المياه. وبعدها تقدمت أيضا بشكوى إلى إبراهيم محلب عندما كان وزيرا للإسكان وقام بالتأشير على الطلب بالتحقيق فى الأمر وتقول: »تلقيت بعد هذه الشكوى اتصالا من احد المسئولين يبلغنى انه يمكن توفير مبلغ مليون ونصف لتغيير الشبكة و لكنهم بحاجة إلى تصريح من المحافظة بالحفر وكان ردى :»هل هى مسئولية السكان أن يخاطبوا المحافظة بهذا الشأن»!! وبعد أعوام من السعى وتلال من المخاطبات والشكاوى قرر السكان تشكيل إتحاد شاغلين ليكون متحدثا باسم السكان جميعاً ويقول «حازم عبد السلام» نائب رئيس اتحاد الشاغلين تحت التأسيس بمنطقة تقسيم اللاسلكى :»منذ عام 2011 يسعى سكان المنطقة إلى إيجاد حل مع مشاكل المياه والصرف والإنارة والرصف وتم الشكوى إلى جميع الجهات المسئولة إلا انه لا مجيب. حيث اتجهت أولى خطواتهم إلى جمعية العاملين بهيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية والتى أفادت فى البداية أنها غير مسئولة عن هذه المرافق وفقا لخطاب موجه من الجمعية إلى وزير المرافق والصرف الصحى والمكتوب فيه « قامت جمعيتنا بتسليم جميع المرافق لتقسيم الجمعية (تقسيم اللاسلكي) ناحية البساتين محافظة القاهرة وذلك عام 97 من صرف ومياه وكهرباء وطرق وإنارة لكافة الجهات التنفيذية ثم لحى البساتين» وأضاف الخطاب المؤرخ فى 29 ابريل 2013 «إن المواصفات التى كانت تعتمدها شركة المياه فى ذلك الوقت هى مواسير الاسبوستس والتى على أساسها تم عمل مرافق المياه للتقسيم وحيث آن هناك تقريرا من شركة مياه الشرب الكبرى عام 2005 يفيد بضرورة تغيير هذه المواسير لأنها محرمة دوليا، حيث إن مواسير الصرف أصبحت لا تستوعب أيضا أعداد السكان بالتقسيم فقد اتفق حاضرى الاجتماع» نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية وقيادات من الأجهزة المعنية بالمياه والصرف وحى البساتين «على ضرورة تغيير مواسير المياه وصيانة وتوسيع مواسير الصرف وكذلك إعادة رصف الشوارع الخاصة بالتقسيم ووفقا للخطاب فقد وافقت الجمعية على أن تسهم بمبلغ مليونى جنيه. بينما أكد حى البساتين فى خطابين الأول موجه إلى رئيس مجلس إدارة جمعية العاملين بهيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية في يونيو 2012 و فى خطاب آخر فى سبتمبر 2013 موجه إلى احد السكان كتب فيه انه بالاستفسار من شركة مياه الصرف الصحى أفاده أن الجمعية لم تقم بتسليم مرافق التقسيم مياه- صرف صحى للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ اللازم بنحو مراجعة شبكتى الصرف الصحى ومياه الشرب لخطورة مياه الشرب على صحة قاطنى التقسيم و فى خطاب آخر أفاد الحى أن الجمعية لم تقم بتسليم مرافق التقسيم (مياه صرف صحى إنارة حدائق ) سواء للحى أو للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي وأضاف الخطاب : » وعليه فإن الجمعية تتحمل المسئولية عن ذلك و ليس الحى وبمقدور سيادتكم رفع الأمر للاتحاد التعاونى للإسكان «. »سكان المنطقة لم يتوقفوا عن السعى لتحسين وضع منطقتهم أو للوصل إلى المسئول عن إنهاء هذه المرافق أو تجديدها» هكذا أضاف نائب رئيس اتحاد الشاغلين تحت التأسيس فوفقا لمخاطبات أخرى بين الجمعية والاتحاد التعاونى للإسكان تطالب فيه الأول الرأي فى إمكانية صرف مبلغ مليونى جنيه مشاركة من الجمعية لتغيير مواسير المياه فكان رد الأخير ممثلة فى لجنة الفتوى بالاتحاد والمؤرخة فى ديسمبر 2012 بأنه ليس ثمة ما يمنع من الاستجابة لطلب الحى بالمساهمة فى نفقات تجديد شبكات مرافق المشروع. ويقول حازم عبد السلام :«بالرغم من كل هذه الخطوات التى لم تكن تتم بسهولة إلا انه لم يحدث أى تغيير أو تنفيذ وكان آخر اجتماع لنا مع مسئولين فى مارس من العام الجاري، حيث تم الاجتماع بمقر المنطقة الجنوبية بزهراء المعادى وبحضور بعض السكان وأعضاء من الجمعية التعاونية للإسكان باللاسلكى «ووفقاً لمحضر الاجتماع الذى حصلنا على صورة منه فقد تم الاتفاق على مساهمة الجمعية فى تطوير مرافق المنطقة بكامل فائض الحساب الختامى للجمعية وذلك بعد العرض على الجمعية العمومية وفقا للتوقيتات التالية، حيث يتم إقرار الحساب الختامى للجمعية فى 29/مارس/2014 ثم إعلان الحساب فى الجريدة الرسمية فى 15/ابريل /2014 ثم إقرار الحساب والمساهمة فى الجمعية العمومية 30/ابريل /2014 وبالرغم من كل هذه الاتفاقات التى تمت مع المسئولين إلا انه وحتى الآن لم يحدث أى جديد بشبكة المياه أو بالبنية التحتية للمنطقة ومازال السكان يعانون كما يوضح حازم عبد السلام مضيف:» لقد توجهت إلى مقر شركة المياه برمسيس للتأكد من مدى سلامة مياه الشرب وقابلت احد المسئولين الذى أصر على جودتها فسألته :لماذا إذا يتم تكرار غسل الخط بشكل شبه أسبوعي؟ فلم يقدم لى إجابة شافية وعندما طالبته بنتيجة التحاليل التى يجريها والتى يؤكد أنها دليل على سلامة المياه رفض وقال لى إذا أردت إجراء تحليل ادفع 1000 جنيه رسوم التحليل.