صوم رمضان هو أحد أركان الإسلام ولا يعفى منه أى مسلم صحيح الجسم بالغ وعاقل، أما المرضى الذين لا يستطيعون الصيام فقد استثناهم الله تعالى من فريضة الصوم. ويدخل فى الاستثناء من فريضة الصوم أى حالة مرضية يمكن للصيام أن يؤثر فيها على المريض تأثيرا سلبيا خطيرا، أو أى حالة مرضية يضطر فيها المريض الى الإفطار بسبب تناوله علاجا منتظما فى أثناء النهار، وأحيانا يكون للصيام تأثير إيجابى على بعض المرضي. وفى مجال الأنف والأذن والحنجرة يقول الدكتور أسامة إبراهيم منصور أستاذ الأنف والأذن والحنجرة فى كلية الطب جامعة عين شمس، إن الالتهابات الحادة كالتهابات الحلق واللوزتين أو الجهاز التنفسى العلوى والجيوب الأنفية تسبب ارتفاعا فى درجة الحرارة وصعوبة فى البلع وآلاما حادة أو صداعا، ويشمل العلاج الراحة وشرب السوائل الدافئة وأدوية مسكنة للألم وخافضة للحرارة، وقد يتطلب العلاج أخذ مضاد حيوى عن طريق الفم بانتظام وتباعد بعدد محدد من الساعات حسب تقدير الطبيب لحالة كل مريض وعمره ووجود حساسية أو موانع طبية لبعض الأدوية، ورغم وجود بعض المضادات التى تستخدم مرة يوميا ولكن الاحتياج الى خوافض للحرارة غالبا ما يتطلب تكرارا على مدار اليوم ويصبح معه افطار المريض ضرورة ولديه رخصة القضاء. أما عن استخدام نقط الأنف فهى تصل الى البلعوم وهناك خلاف فقهى حولها طبيا لا ينصح باستخدامها إلا فى انسداد الأنف الذى يصاحب الالتهابات الحادة ويجب تجنب استخدامها لفترات طويلة لمرضى حساسية الأنف لما لها من تأثير ضار على الأغشية المخاطية للأنف. أما بالنسبة لمرضى حساسية الأنف أو التهاب الجيوب الانفية المزمن الذين يعانون من انسداد بالتنفس من الأنف يستطيعون عادة الصيام مع تنظيم جرعات العلاج من أدوية وبخاخات للأنف فى فترات الإفطار. وكثير من المرضى يعانون من افرازات مخاطية خلفية من الأنف للبلعوم هى لا تفطر حيث انها افرازات داخلية وان زادت مع الحالة المرضية. أما الرعاف (النزف من الأنف) فنزول الدم الى الحلق يعد مفطرا، كما أن المريض يضطر الى استخدام نقط للأنف وأدوية لمنع النزف. مرضى الرعان المتكرر يجب استشارة الطبيب للبحث عن سبب عام كخلل فى وظائف الكلى أو الكبد مما يؤثر على عوامل التجلط فى الدم أو سبب موضعى فى الأنف كالتهابات أو أورام الجيوب الأنفية. أما مرضى الدوار نتيجة لأمراض الأذن الداخلية.