علي مدي أربع ساعات عقد( مكتب الأهرام) بالاسكندرية, ندوة عن شغب وفوضي الملاعب في ظل الأحداث المأساوية التي شهدتها مباراة الأهلي والمصري ببورسعيد وفتحت أبواب الفتنة بين جماهير الكرة وادارات الأندية. ناقشت الندوة القوانين واللوائح التي تحكم كرة القدم المصرية وما يتطلب من تشريعات وحلول عاجلة تعيد للملاعب هيبتها بعد ضياعها تحت أقدام اللاعبين وجشع السماسرة الكرويين الذين زرعوا الفتنة بين الجماهير مقارنة بقوانين الدول الناضجة ولوائحها التي تنظم سلوكيات المشجعين والاداريين وتكافح الفوضي والسلوك الاجرامي لتلاشي ماحدث مستقبلا. الندوة شارك فيها المستشارون حسني السلاموني نائب رئيس مجلس الدولة ورئيس محكمة القضاء الاداري بالاسكندرية, وأحمد إبراهيم علي رئيس الاستئناف والمحامي العام الأول بنيابات محكمة النقض, ومحمد شيرين القاضي رئيس نيابة بالنقص والمهندس محمد فرج عامر رئيس نادي سموحة وعلي إدريس مدير ادارة الهيئات بالشباب والرياضة ومدير استاد اسكندرية السابق, وعصام عبدالعزيز مدير نادي الاتحاد السكندري وعصام محمود رئيس رابطة مشجعي منتخب مصر ونادي الاتحاد والعميد عمرو الكحكي الخبير الأمني, حيث اتفقوا جميعا ان كرة القدم المصرية تحكمها الفوضي والأموال والنفوذ والمجاملات بعيدا عن المعايير والضوابط ولابد من وضع تشريعات جديدة وتغلظ العقوبات لمثيري الشغب وتعديل اللوائح. في البداية استعرض المستشار أحمد إبراهيم التجربة الانجليزية في القضاء علي شغب الملاعب بعد أن أصبحت ظاهرة كادت تطيح بهيبة وكيان الدولة من جراء الفتن بين أبنائها, قائلا ان ظاهرة الشغب خلقت أضرارا وخيمة في الأرواح والاصابات البدنية والممتلكات, وعرفت أنجلترا بأنه كان لديها بين مشجعي كرة القدم ما أطلق عليهم الهوليجانز أوبلطجية الملاعب الذين يتسم تشجيعهم بالسلوك الفوضوي والاجرامي سواء في أدائه العفوي أوالمنظم حتي وقعت في الثمانينات حوادث وخيمة أشهرها حادث استاد هيلزبرة في شيفيلد الذي راح ضحيته96 قتيلا من المشجعين من فريق ليفربول, بعدها تنبهت لهذه الظاهرة, ومعها دول العالم, وتم وضع حلول جذرية عاجلة بتناول الجوانب الأمنية والتشريعية والادارية بالتعاون والتنسيق بين الجهات الرياضة ووزارة الداخلية والقضاء والبرلمان,, واستعرض معه في الجانب التشريعي المستشار محمد شيرين القاضي مؤكدان أن التشريعات في كرة القدم تمثلت في ثلاثة محاور ركزت أولا علي التنظيم الاداري للمتفرجين, حيث اشترط القانون حصول المتفرج علي ترخيص حضور هوية لمشاهدة المباريات من خلال القيد بسجل خاص بوزارة الداخلية بعد استيفائه الشروط الأمنية المقررة, والمحور الثاني يتمثل في التدابير الاحترازية من وقوع العنف أو الجرائم من المتفرجين, حيث أجاز الدستور الانجليزي الصادر في عام2005 اصدار أمر جنائي بالمنع من حضور مباريات المسابقات الداخلية والدولية بناء علي حالة الصحيفة الجنائية بهدف منع العنف والفوضي وتعريض حياة المتفرجين للخطر. وقال المستشار حسني السلاموني ان المعضلة في التشريعات الخاصة بالأنشطة الرياضية لابد أن تحقق هدفين هما قمة الاستمتاع وقمة الالتزام بتشديد العقوبات التي أكدتها لوائح الفيفا, موضحا أن القواعد التي تحكم كرة القدم المصرية ينقصها جرأة تطبيق وتفعيل حيث إن مصر تشترك مع دول العالم الثالث في عدم احترام القانون وتعاني مجاملة الأقوي في الفرق الرياضية, وأن مسئولية تأمين المباراة تقع علي ادارة الاستاد والفريق إلا في حالة الاعتراف عن عجزهما في التأمين, وهنا تتدخل قوات الأمن لمنع الشغب بالقوة دون لومها, وأكد أن مجالس ادارات الاندية تعرف جيدا المجموعات التي تقود الشغب ولها علاقة بها. وأكد المهندس فرج عامر ان ماحدث ببورسعيدكارثة سببها غياب العدالة والنظم والقوانين التي تحكم المنظومة بحيث أصبحت اللوائح تطبق حسب الأهواء ووفق رؤية البعض ويكفي ماتعرض له نادي سموحة في لقاء بورسعيد وأنه لو تم وقتها اتخاذ اجراء رادع نحو المشاغبين ماحدثت مأساة مباراة الأهلي, لكن تركت الأمور لتزداد سوءا من مباراة لأخري حتي وصلت لقمتها, موضحا ان نادي سموحة لن يعود للعب في الدوري الا بعد حصول الشهداء علي حقوقهم. ويري علي ادريس ان الوضع الحالي مضحك قائلا: انه اندهش من الذين يلقون المسئولية علي مدير استاد بورسعيد وهو بعيد كل البعد عن المسئولية حيث انه لايتحمل اية مسئولية في المباريات وإنما تقع علي عاتق ادارة النادي والامن لأن مدير الاستاد مسئوليته تجهيز الملعب ونظافته ولايستطيع منع احد من الدخول مطالبا بتشريع يحدد مسئولية كل طرف بوضوح تحقق سلامة اللعبة واقامة المباريات وعدم حدوث مايعكر الصفو. وفي المقابل وجه عصام عبدالعزيز انتقادات حادة للإعلام والفضائيات التي تلعب دورا سلبيا في اشعال نار الفتنة وخلق اجواء التعصب وإثارة المشاعر بين جماهير الاندية, موضحا ان مايحدث حاليا من روابط المشجعين امر مؤسف. وأكد عصام محمود أهمية عودة روابط التشجيع للتوحد حيث إن الانفلات حدث في الروابط نفسها وتقسيم جماهير النادي الواحد ولابد من خروجها عن تنظيم المباريات ومقر دورها علي التشجيع والبعد عن استخدام الجماهير كوسيلة ضغط علي امور من شأنها اثارة التعصب والفتن وحرمان المشاغبين وأصحاب السوابق من حضور اللقاءات نهائيا ومعاقبة النادي الذي يثير الشغب بنقل مبارياته. ويري العميد عمرو الكعكي ان اسناد المباريات للامن اصبح يمثل عبئا ثقيلا ولابد ان تكون هناك ادارة لامن الملاعب وشرطة خاصة للاندية تحدد هوية المشجعين وأسماءالمشاغبين وتمنع دخولهم الملاعب, ويجب وضع أسلوب جديد لدخول المباريات عن طريق ابواب الكترونية لاتسمح بمرور اي فرد لايحمل تذكرة. وفي نهاية الندوة اوصي الجميع بضرورة عدم استئناف النشاط الرياضي الفردي او الجماعي سواء بجمهور او بدون الا بعد مراعاة مراجعة كل اللوائح والقرارات التي تنظم النشاط الرياضي المصري لاستكمال اوجه النقص فيها وتطبيق هذه اللوائح بكل شدة وصرامة علي من يخرج عن السلوك الرياضي.