حالات الانفلات الجماهيري ازدادت علي الحد. ولم يكن أحد يتصور أبدا علي سبيل المثال ان مباراة متواضعة القيمة للأهلي أمام فريق متواضع مثل كيما أسوان التي جرت يوم الثلاثاء الماضي تنتهي أحداثها بهذه الكارثة والانفلات المؤسف إلي درجة حرق 18 سيارة واصابة 142 شخصاً وقطع طريق شارع صلاح سالم أحد أهم شوارع القاهرة. والسؤال لماذا جري ما جري داخل وخارج استاد القاهرة؟! والإصابة بسيطة وهي الفوضي وعدم التقدير والاستهزاء بالآخرين. وهي أمور لم يسبق لنا أن شاهدناها أو سمعناها من قبل. في الزمان البعيد والقريب. كنا نسمع المعلقين الرياضيين وخبراء الكرة يقولون.. اللاعب لاعب والحكم حكم عندما يحدث ما يعكر الصفو في الملعب ويثار شغب كروي.. والآن يجب ان يستكمل الجميع الجملة.. "اللاعب لاعب.. والحكم حكم.. والمشجع مشجع.. والأمن أمن..!! المشجع دوره ينحصر في البحث عن المتعة الكروية وتشجيع فريقه بكل حماس من دون أن يؤذي الغير. ولا داعي لهتافات خارجة كثير حفيظة الآخرين سواء جماهير الخصم أو أي من الملعب. وفي المقابل يجب ان يكون الجميع مدركا لحجم المسئولية الملقاة عليه. فالمهمة تبدأ بدخول أول متفرج وخروج آخر مشجع بأمان وسلام. ومن هنا يجب القول إنه علي الاندية وروابط المشجعين دور مهم في السيطرة علي المدرجات من أي خروج عن المألوف. وكذلك دور أهم في حماية المشجعين والجماهير. فهؤلاء هم ملح وسكر الملاعب ومن دونهم لن يكون لأي مباراة أو منافسة أي أهمية تذكر. حتي لو شاهدها الملايين بالتليفزيون. ونحن لا نريد ان يأتي اليوم التي تجري فيها المباريات من دون الجمهور. وهو الحل المتاح للجهات المعينة ليتوقف صداع الشغب الجماهيري أو الاحتكاك بأي مشجع خارج عن الروح الرياضية. أيها السادة.. كرة القدم صارت شيئاً مهما عند المواطن المصري. ولا داعي ان تسبب فئة خارجة في إفساد متعة الشعب بأكمله.