تمتلك مؤسسة الأهرام تاريخا عريقا استثنائيا يمتد لأكثر من 138 سنة. وهذا العمر يزيد على أعمار الغالبية الساحقة من الدول النامية وحتى بعض الدول الأوروبية. وتعتبر الأهرام هى المؤسسة القومية الأكبر وهى الرافعة الرئيسية للصحافة والإعلام فى مصر والوطن العربى. وبقدر قيمتها وقامتها وتاريخها، تعودت الأهرام أن تكون بيتا كبيرا لكل العاملين فى المهنة والمؤسسات الصحفية سواء كانت خاصة أو قومية. ورغم ما أصاب مؤسسة الأهرام من أذى وإساءات من رد فعل جريدة «الوطن» على أمور غير حقيقية وإشاعات لاتمت للواقع بصلة، إلا أن بابها الكبير لم يكن إلا ليرحب بعودة «الوطن» إلى الأهرام البيت الكبير طباعة وتوزيعا، مع التأكيد على تقديم الأهرام أفضل خدمات طباعية وتوزيعية فى مصر. وقدرت مؤسسة الأهرام عاليا مانشرته جريدة «الوطن» على صفحاتها الأولى أمس لتأكيد احترامها لمؤسسة الأهرام وللعاملين فيها ولدورها فى الارتقاء بصناعة الصحافة المصرية والعربية. ولأجل قراء الأهرام الأعزاء وهم رصيد المؤسسة ومصدر عزتها وأمجادها، والذين تأذوا مثلها مما نشر عن مؤسستهم، نعيد نشر كلمة «الوطن» وهى تعود مرحبا بها إلى بيتها الكبير «الأهرام».
..وبيان "الوطن" عودة إلى «الأهرام» .. «البيت الكبير» وكانت جريدة «الوطن» قد نشرت أمس بيانا على صفحتها الأولى حول عودتها إلى «الأهرام» هذا نصه: اعتباراً من اليوم ، تعود جريدة «الوطن» لتطبع وتوزع أعدادها اليومية من جديد فى مؤسسة «الأهرام» العريقة، وتؤكد تقديرها واعتزازها للمؤسسة الأم التى لعبت دوراً مهماً فى الارتقاء بصناعة الصحافة المصرية والعربية على مدى ما يقرب من قرن ونصف قرن، كما تؤكد أيضاً تقديرها واعتزازها لرئيس مجلس إدارتها وكافة العاملين بها. وكان سوء تفاهم وقع بين الطرفين، لم يدم طويلاً، أثبتت فيه «الأهرام» كعادتها أنها الأخت الكبرى التى تستطيع أن تستوعب وتتفهم أن الخلاف ربما يكون قد نشأ بسبب معلومات مغلوطة وردت للطرفين، لذا وبعد أن أيقنت «الوطن» من عدم صحة ما حاول البعض دسه للوقيعة بين الجانبين، تؤكد حرصها على التعاون مع «الأهرام» كمؤسسة صحفية رائدة امتدت تجربتها المهنية عبر التاريخ، ومازالت تواصل مسيرتها حتى الآن فى المساهمة فى تطوير صناعة الصحافة فى مصر. نحن هنا فى «الوطن» نعتبر أن «الأهرام» هى «البيت الكبير» الذى لا يبخل بخبراته أو إمكانياته المهنية والتقنية المتميزة على غيره من الصحف، لأن الكبير يفهم دائماً أن الخير له أن يعيش وسط مجموعة من الكبار، وليس بين مجموعة من الأقزام، هكذا تؤمن جريدة «الوطن»، وتنطلق من هذا المفهوم فى علاقتها ب«الأهرام»، خصوصاً مع وجود الأستاذ أحمد السيد النجار على رأس مجلس إدارتها، وهو شخصية تحمل العديد من المزايا، فغير أنه كادر مهنى متميز، يبرز دوره كشخصية مثقفة، أثبتت من خلال تجربتها فى إدارة مؤسسة الأهرام قدرتها الفائقة على النجاح، لأنها جمعت بين العلم والخبرة والنزاهة. ولا خلاف فى أن الأستاذ «أحمد النجار» يمثل نموذجاً وشاهداً على الفكر المهنى والإدارى الجديد الذى يجب أن يحكم المؤسسات الصحفية بعد ثورتين مجيدتين قام بهما الشعب. وتثمّن جريدة الوطن الأسلوب الراقى الذى تعامل به رئيس مجلس إدارة «الأهرام»، مع سوء التفاهم الطارئ بين الصحيفتين، وتعرب له عن احترامها لشخصه وتقديرها للدور الذى تقوم به مؤسسة الأهرام فى خدمة صناعة الصحافة فى مصر.