قبل انطلاق كأس العالم، لم يرشح احد كوستاريكا حتي للعب دور الحصان الاسود نظرا للأسماء اللامعة التي للمنتخبات التي وقعت في مجموعتها وهي ايطاليا بطلة العالم اربع مرات، وأوروجواي صاحب اللقب مرتين، وانجلترا المتوجة باللقب مرة واحدة. لكن بعد ثلاثة اسابيع علي انطلاق العرس الكروي، يمضي لاعبو المنتخبات الثلاثة اجازتهم في اماكن مختلفة، اما لاعبو كوستاريكا فلا يزالون في صلب المنافسة بالبطولة، وكان آخر الضحايا هو منتخب اليونان بطل اوروبا عام 2004 الذي سقط علي يد المنتخب الكوستاريكي بركلات الترجيح، علما بان كوستاريكا اكملت الوقت الاصلي اعتبارا من الدقيقة 66 والوقت الاضافي بعشرة لاعبين اثر طرد مدافعها اوسكار دوارتي. لتتأهل كوستاريكا لدور الثمانية حيث ستلتقي مع هولندا يوم السبت المقبل. يعد الحارس المرمي كايلور نافاس أحد اسباب نجاح المنتخب الكوستاريكي الذي لم يحقق اي انجاز علي مستوي قارته. فعلي مدي اربع مباريات، لم تتلق شباكه الا هدفين احدهما من ركلة جزاء سجله مهاجم أوروجواي ادينسون كافاني، وثانيهما بعد ان اكمل فريقه المباراة ضد اليونان بعشرة لاعبين. ونتيجة لتألقه، تم اختيار نافاس افضل لاعب في صفوف فريقه مرتين آخرها في مباراة اليونان، حيث تألق في التصدي لاكثر من كرة خطيرة ونجح في التصدي لركلة ترجيحية سددها ثيوفانيس جيكاس. بدأ هذا الحارس البالغ طوله 183 سنتيمتر، ويبلغ من العمر 27 عاماً ويلعب في صفوف ليفانتي الاسباني يفرض نفسه كأحد افضل الحراس في العالم في الاونة الاخيرة. ويقول نافاس: »بذلت جهودا كبيرة طوال مسيرتي والان انا احصد ثمار ذلك. انا سعيد لان الناس تقدر ما اقوم به، هذا يعطيني دافعا اضافيا لكي اطور مستواي اكثر فاكثر. انها لحظة رائعة وانا اعيش الحلم واشكر الله علي كل لحظة«. اما مدربه خورخي لويس بينتو فأشاد بالحارس بقوله: »اعتقد أنه احد افضل حراس المرمي في العالم في الوقت الحالي«، في حين اعتبره مدرب اليونان فرناندو سانتوس بانه رجل المباراة الاول ضد فريقه، وقال: »كان حارس مرمي كوستاريكا الرجل الاهم في المباراة. لقد قام بالتصدي لثلاث او اربع محاولات في غاية الخطورة لنا، لولاه لكانت النتيجة مختلفة تماما«. واذا كان لاعبو كوستاريكا اعتمدوا اسلوبا دفاعيا نوعا ما ضد اليونان، فانهم كانوا اكثر ميلا للهجوم في الدور الاول من خلال تمريرات قصيرة سريعة نجحوا من خلالها في التفوق علي أوروجواي 3-1 وعلي ايطاليا 1-صفر. ولم يقتصر التألق علي حارس المرمي، بل ساهم ايضا في النتائج الرائعة التي حققها الفريق الكوستاريكي، كل من المهاجم جويل كامبل لاعب ارسنال المعار الي اولمبياكوس، وقائد الفريق براين رويز لاعب وسط ايندهوفن الهولندي المعار اليه من فولهام، بالاضافة الي لاعب الوسط بولانوس. وتألق كامبل بشكل لافت من خلال ضغطه المتواصل علي مدافعي المنتخبات المنافسة وسجل احد اهداف فريقه في مرمي أوروجواي في المباراة الافتتاحية، ولا شك بانه سجل نقاطا ايضا امام ناظري مدربه ارسين فينجر الذي لا بد وانه يفكر باستعادة خدمات مهاجمه. اما رويز فهو مايسترو خط الوسط وضابط الايقاع بفضل رؤية ثاقبة وقدرة علي التحكم بالمباراة بقدم يسري ساحرة، بالاضافة الي حسه التهديفي حيث سجل هدفين حاسمين الاول في مرمي ايطاليا منح فريقه الفوز، ثم في مرمي اليونان 1-1 قبل ان يفوز فريقه بركلات الترجيح. وبعد ان اخرج ثلاثة منتخبات اوروبية من العيار الثقيل، يأمل منتخب كوستاريكا في اضافة ضحية اخر من القارة العجوز هو المنتخب الهولندي في مباراتهما المقبلة يوم السبت المقبل.