في الثالث من شهر رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة توفيت سيدة نساء العالمين ابنة رسول الله فاطمة رضي الله عنها وأرضاها، ودفنت بالبقيع ليلاً. قال ابن كثير: وبعده بستة أشهر على الأشهر توفيت ابنته فاطمة رضي الله عنها، وتكنَّى بأم أبيها وقد كان -صلوات الله وسلامه عليه- عهد إليها أنها أول أهله لحوقًا به، وقال لها مع ذلك: “أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة”. وكانت أصغر بنات النبي على المشهور، ولم يبق بعده سواها، فلهذا عظم أجرها، لأنها أصيبت به. واختلف في مقدار سنها يومئذٍ فقيل سبع، وقيل ثمانٍ، وقيل: تسع وعشرون. وهي أول من ستر سريرها عند حمل جنازتها، وكان الذي صلى عليها زوجها عليٌُّ، وقيل: العباس، وقيل: أبو بكر الصديق.