شعور طبيعى ينتاب كل صائم فى أول يوم من أيام شهر رمضان الكريم وهو الإحساس بالرهبة والخوف كما لو كان نسى انه صام من قبل الشهر وأنه يقدم على هذه التجربة للمرة الأولى فى حياته . ويأتى الإحساس بالخوف بسبب الحرمان من الطعام والشراب طوال ساعات النهار والكف عن كل فعل أو أمر يغضب الخالق عز وجل وهذا هو الأصعب والاختبار الأهم . يفكر الصائم طويلا قبل الدخول إلى أيامه فى كيفية مغالبة النوم والذهاب إلى العمل بعد أن يصلى الفجر ولم يحصل على عدد كاف من ساعات النوم ينشغل بعض الوقت وهو يفكر فى حرارة الجو خصوصا فى فصل الصيف شديد الحرارة والحرمان من الماء طوال ساعات من بداية السحور وحتى مدفع الإفطار، وهو أمر يشغل بال الكثيرين قبل قدوم رمضان .. البعض يخشى الحرمان من كوب الشاى وفنجان القهوة اللذين اعتاد عليهما فى ساعات الصباح.. والبعض الآخر يحسب الساعات الممتدة دون طعام أو شراب طوال نهار رمضان وزحام الشوارع وضغوط العمل . كل هذه أشياء تدور فى عقل الصائم مع بداية الشهر الفضيل .. لكن هناك سرا إلهيا بمجرد أن تبدأ الساعة البيولوجية لشهر رمضان داخل كل صائم تصبح من داخله المناعة قوية جدا ضد كل العادات التى تعود عليها قبل ساعات قليلة من الشهر الفضيل. يصحو من النوم متعبا بعض الشىء لكن سرعان ما يسترد كل قوته وينسى الطعام والشراب ويمارس حياته العادية وحتى لحظة الإفطار . ويحرص الصائم حتى الذى لا ينتظم فى مواعيد الصلاة على الصلاة فى مواعيدها داخل المساجد وأداء صلاة التراويح . قدرة عجيبة يمنحها الخالق سبحانه وتعالى للصائم للتعامل مع الساعات بالهمة نفسها التى كان عليها قبل رمضان وربما بهمة أكثر . وبعد مرور اليوم الأول يصبح الأمر عاديا وطبيعيا وكأن الصائم يعيش هذه الحياة ولا غيرها . الذى يثير الاهتمام المشاعر الروحانية التى يتميز بها الشهر الفضيل ففيه تزداد أعمال الخير والبر.. وفيه تكثر صلات الرحم وفيه يتقرب المسلم من ربه أكثر فأكثر وفيه يتواد الصائمون فى كل مكان . شهر رمضان له مظاهر وعبادات لا تختلف من مكان لمكان وهى عادات وعبادات تجدها فى اقصى الشرق وأدناه . ولهذا هو شهر الرحمة والمغفرة . لمزيد من مقالات ماهر مقلد