هناك اكثر من دلالة لزيارة العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للقاهرة فى هذا التوقيت وهذه الظروف التاريخية. .إن هذه الزيارة تأكيد للدعم السعودى للشعب المصرى وقيادته الجديدة ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى ورغم كل ما حدث من ردود افعال بعد رحيل الإخوان المسلمين عن السلطة فإن قرار الشعب المصرى هو الخيار الأخير والوحيد .. لم يكن الدعم المالى الذى قدمته السعودية دعما اقتصاديا فقط ولكنه كان موقفا سياسيا داعما ومؤيدا لما جرى فى مصر بعد ثورة يونيو وبدء المرحلة الانتقالية التى بدأت بدستور جديد ورئيس منتخب.. كان الدعم السعودى رسالة للعالم الخارجى بأن ما حدث فى مصر ارادة شعبية..وكانت رسالة التهنئة التى بعث بها خادم الحرمين الشريفين للرئيس السيسى استمرارا للدعم السعودى خاصة فى ظل مطلب سعودى بإقامة مؤتمر عربى اسلامى لدعم مصر اقتصاديا وسياسيا .. كان حضور ولى العهد السعودى الأمير سلمان حفل تنصيب الرئيس السيسى وتصريحات وزير الخارجية سعود الفيصل علامات واضحة فى موقف سعودى بدعم مصر قيادة وشعبا ..لا شك ان الموقف السعودى الذى تبناه الملك عبد الله حسم قضايا كثيرة امام الرأى العام العربى والعالمى..كان رسالة قوية لأمريكا بأن ترفع يدها عن مصر وان تحترم ارادة شعبها..وكانت رسالة الى الغرب ان التلاعب فى مصير الأوطان من خلال تشجيع الانقسامات والفتن يضر بمصالح الجميع .. كانت الرسالة الأهم ان السعودية مهبط الرسالة المحمدية وارض النبوة والحرمين الشريفين ترفض الإتجار باسم الدين وان يتحول الإسلام الى سلعة سياسية يتلاعب بها المغرضون والحاقدون والأدعياء .. من هنا كانت الزيارة القصيرة التى قام بها خادم الحرمين الشريفين تأكيدا على علاقات تاريخية بين مصر والسعودية وفى اوقات المحن والشدائد تظهر معادن الأصدقاء ولعل هذا ما اراد العاهل السعودى ان يؤكده امام العالم خاصة فى ظل ظروف سيئة تعيشها المنطقة كلها ابتداء بما يحدث فى العراق وانتهاء بما يجرى فى سوريا وليبيا وكلها تهدف الى شىء واحد هو تدمير قدرات هذه الأمة واستباحة مواردها ومستقبلها .. لمزيد من مقالات فاروق جويدة