أكدت مصادر أمنية أمس إن مسلحين ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" سيطروا على موقع على الحدود بين العراق وسوريا الليلة قبل الماضية، ليحققوا انتصارا استراتيجيا يتيح لهم نقل أسلحة ثقيلة بين مناطق يسيطرون عليها في البلدين. وأضافت المصادر إن المسلحين كانوا قد وصلوا أمس الأول الى بلدة القائم القريبة وطردوا قوات الأمن منها. وأوضحت أنه بمجرد أن سمع حرس الحدود بسقوط القائم سارعوا بالفرار من مواقعهم. وفى الوقت نفسه، قتل 17 مسلحا في اشتباكات بين تنظيمي "داعش" و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" السني المتطرف في الحويجة غرب كركوك. وقال مصدر أمني رفيع المستوى إن "اشتباكات وقعت مساء (الجمعة) إثر رفض عناصر (النقشبندية) تسليم أسلحتهم إلى تنظيم (داعش) الذي أصدر تعليمات بهذا الخصوص وفرض على الجماعات المسلحة الأخرى مبايعته". وأضاف ان "ثمانية من عناصر (داعش) وتسعة من عناصر (النقشبندية) قتلوا خلال الاشتباكات التي وقعت بين الطرفين في منطقة طار البغل التابعة لقضاء الحويجة غرب كركوك" (240كم شمال بغداد). غير أن شهود عيان في المنطقة اكدوا أن الخلاف بين الجانبين وقع بسبب محاولة عناصر التنظيمين "الاستيلاء على صهاريج محملة بالوقود". ووقعت الاشتباكات بعدما احكم تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام"، المجموعة الجهادية المتطرفة الاقوى في العراق وسوريا، سيطرته الكاملة على مناطق الحويجة ونواحي الزاب والرياض والرشاد والعباسي والملتقى ومناطق اخرى في قرية بشير وملا عبد الله وجميعها تقع غرب وجنوب كركوك. وتوصف (النقشبندية) بأنها تنظيم سني متطرف يدين بالولاء الى عزة الدوري أحد أبرز رجال نظام صدام حسين. وقال مصدر أمني إن تنظيم (داعش) الذي يسيطر منذ أكثر من عشرة أيام على مناطق واسعة من شمال العراق وحصل على مساندة التنظيمات البعثية و"النقشبندية" في بداية هجومه الكاسح، همش الجماعات المسلحة الأخرى، مما ولد سخطا لديها. وفي محافظة بابل، أفاد مصدر أمني أمس بأن 35 عنصرا من (داعش) قتلوا، بينما تمت مصادرة ثلاثة مخابئ للاسلحة والاعتدة المختلفة ومصنعا لصنع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في مناطق بجرف الصخر شمال المحافظة. وقال المصدر إن قوة مشتركة نفذت عملية أمنية نوعية كبيرة في منطقتي السعيدات والرويعية التابعتين لناحية جرف الصخر قتلت خلالها 35 داعشيا من بينهم 9 قادة يحملون الجنسيات السعودية والباكستانية والسورية ومصادرة ثلاثة مخابئ أسلحة واعتدة وقناصات مختلفة. وأضاف المصدر "كما دمرت القوة مصنعا لصنع العبوات الناسفة ونقلت براميل بها مادة "تي إن تي " و" السي فور" شديدة الانفجار، مشيرا إلى أن القوة اجتاحت المنطقة بالكامل ونصبت كمائن للمسلحين الذين تسللوا من عامرية الفلوجة واللطيفية. وقال إن القوة استولت على مخططات ووثائق واسماء العناصر والقادة المنتمين لعصابات (داعش). وفى واشنطن، صرح الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه ليست هناك قوة امريكية تستطيع ابقاء العراق موحدا إذا لم يبتعد قادته السياسيون عن الطائفية ويعملون من أجل توحيد البلاد. وقال اوباما لشبكة "سي ان ان" الليلة قبل الماضية غداة اعلانه عن ارسال 300 مستشار من القوات الخاصة إلى العراق، إن التضحيات الامريكية أعطت العراق فرصة لاقامة نظام ديموقراطي مستقر، لكنها ضاعت. وأوضح أوباما "ليست هناك قوة نار أمريكية ستكون قادرة على ابقاء البلد موحدا". وأضاف "قلت هذا بوضوح ل (رئيس الوزراء العراقي) نوري المالكي ولكل المسئولين الأخرين في داخل" البلاد. وأوضح "منحنا العراق فرصة لاقامة نظام ديمقراطي شامل وليعمل فوق خطوط الطائفية لتأمين مستقبل أفضل لأطفاله، ولكن مع الأسف شهدنا انهيارا في الثقة". واكد أوباما إنه وحدها جهود جديدة من قبل القادة العراقيين لاقامة نظام سياسي "شامل" لكل الاطراف ستبقي البلاد موحدة وتسمح بطرد مقاتلي "الدولة الاسلامية في العراق والشام". وكان اوباما قد دعا الخميس الماضى خلال اتصال مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى الحوار مع جميع الطوائف. كما أعلن إن الولاياتالمتحدة مستعدة لارسال حتى 300 مستشار عسكري الى العراق، بهدف "تدريب ومساعدة ودعم" القوات العراقية في مواجهة الجهاديين السنة، مبديا الاستعداد لتوجيه ضربات محددة الهدف اذا استدعى الامر. وفى الوقت نفسه، أكدت وزارة الدفاع الامريكية (بنتاجون) إن ايران ارسلت "عددا قليلا من العناصر" الى العراق لمساعدة الحكومة برئاسة نوري المالكي، موضحة انه لا مؤشر على انتشار واسع لوحدات عسكرية. وفى طهران، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن مسئول إيراني قوله إن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال مستشارين عسكريين للعراق لمساعدة بغداد على التصدي للمتشددين السنة تظهر أن الولاياتالمتحدة ليست جادة في محاربة الإرهاب. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية للشئون العربية والافريقية قوله "تصريحات أوباما الأخيرة أظهرت ان البيت الأبيض ليست لديه إرادة جادة لمواجهة الارهاب في العراق والمنطقة." .