قريبون جدا من الملاعب وبعيدون كل البعد عن كأس العالم .. تعرفوا الى المشجعين اليائسين الذين يقفون خارج الملاعب البرازيلية وهم يحدقون بعين الحسد تجاه المشجعين الذين يحتفلون ويشقون طريقهم الى مداخل الملعب مع تذاكرهم فى ايديهم من اجل مشاهدة احدى مباريات مونديال البرازيل 2014 . هؤلاء سيفعلون اى شيء من اجل الحصول على تذكرة. سيدفعون مئات الدولارات للوصول الى بائع تذاكر غير شرعى وسيدفعون مبالغ طائلة للحصول على تذكرة قد تكون مزورة، وحينها سيخسرون اموالهم وسينتهى مشوارهم عند مدخل الملاعب. اما بالنسبة للمشجعين اليائسين المستعدين لتخطى الحدود بالمعنيين المجازى والفعلي، فقد يصل بهم الامر الى القفز فوق الحائط من اجل الدخول خلسة الى الملعب لكن غالبا ما تذهب مخططاتهم ادراج الرياح. هناك ايجور جويرا، طالب الحقوق البرازيلى البالغ من العمر 21 عاما، هو يحمل لافتة بثلاث لغات وكتب عليها “انا اشترى تذاكر”، لكن احدا لم يعبره من الاف الاشخاص الذين يشقون طريقهم الى ملعب “ماراكانا” الاسطورى فى ريو دى جانيرو. من المؤكد ان جويرا برازيلى فريد من نوعه لانه يقف امام ابواب الملعب الاسطورى فى بلاده وهو يرتدى قميص الارجنتين! وليس ذلك فحسب، بل انه كان مستعدا لدفع 250 دولارا امريكيا ثمن التذكرة من اجل مشاهدة نجم الارجنتينى ليونيل ميسى يلعب على “ماراكانا” ضد البوسنة (2-1). يدرك جويرا تماما ان شراء التذاكر بهذه الطريقة غير شرعى استنادا الى النظام الجديد الذى اقره الاتحاد الدولى لكرة القدم “فيفا”، لكنه لا يكترث لذلك وهو يقول بهذا الصدد:” انا لا يعجبنى الكثير من الاشياء فى فيفا ايضا”. وحاول فيفا ان يصعب على المشجعين امكانية اعادة بيع تذاكرهم وجعلها غير قابلة لمنحها لشخص اخر من خلال اصدارها مع اسم من اشتراها عليها، ولا يمكن اعادة بيع التذاكر الا من خلال قناة رسمية محددة. لكن وفى ظل التهافت الجمهورى الكبير الى الملاعب، سيكون من الصعب التدقيق بهوية المشجعين ومقارنتها مع الاسم الموجود على التذكرة، ما يفتح الباب للسوق السوداء. والسوق السوداء فى الاحداث الرياضية او الفنية او غيرهما امر شائع رغم محاولات التخلص منها، لكن ما قامت به مجموعة من اربعة ارجنتينيين محتالين يفوق التصور ومضحك فى الوقت ذاته. وقد دخل هؤلاء الاربعة الى احد الفنادق الفخمة واقنعوا عاملة الاستقبال بانهم ممثلون لشركة تجارية دولية على صلات دعائية بفيفا ، و انطلت هذه الحيلة على عاملة الاستقبال التى لم تسألهم اى سؤال، بحسب قولهم، ومنحت كلا منهم تذاكر خاصة بالشخصيات المهمة للمباراة الافتتاحية بين البرازيلوكرواتيا (3-1). ولم يكن بامكان احد حتى مارادونا الدخول” الى المقصورة التى حضروا فيها بفضل احتيالهم لكن ليس لكامل المباراة اذا اكتشف امرهم لاحقا وتم رميهم الى الخارج. اما بالنسبة لمباراة بلادهم الارجنتين ضد البوسنة، فاكتفوا بمشاهدتها من خلف شاشة التلفاز فى احدى الحانات بالقرب من الملعب لكن لم يكن هناك شامبانيا ولا حتى الجعة، وذلك بسبب القانون الذى يحظر بيع المشروبات الكحولية قرب الملعب فى يوم المباراة تجنبا للمشاكل. واذا كانت مغامرة مباراة البرازيل -كرواتيا كافية بالنسبة لهذا الرباعى من اجل الاكتفاء لاحقا بمشاهدة منتخب بلادهم من خلف الشاشة، فان بعض الارجنتينيين الاخرين لم يتحملوا فكرة الوجود بالبرازيل وعدم مشاهدة ليونيل ميسى ورفاقه فى الملعب، ولم يدعوا الانظمة والقوانين تقف فى طريقهم. فهناك مجموعة من 30 شخصا يرتدون قميص الارجنتين قررت المغامرة من خلال القفز فوق الحائط والوصول الى منطقة محظورة ، وما حصل لم يكن نقلا عن لسان احدهم بل التقطوا مغامرتهم على الكاميرا ونشروا الفيديو على مواقع الانترنت. وتم اعتقال تسعة منهم ومثلوا امام القاضى الذى قرر ان يطلق سراحهم، فيما حقق الاخرون حلمهم بمتابعة المباراة ومشاهدة ميسى يسجل هدف الفوز لبلاده. والتوقيف كان مصير ثلاثة مشجعين انجليز ، واخر فرنسى امام ملعب “ماراكانا” لانهم كانوا يحاولون بيع تذاكر للمباراة ، وقالت الشرطة انها صادرت منهم 6 الاف دولار و14 تذكرة. وفى مايو الماضي، تم ايقاف اطفائى فى ريو بسبب اصداره تذاكر مزيفة، بينها عدد مخصص للمباراة النهائية وقيمة التذكرة الواحدة لموقعة 13 يوليو 4 الاف دولار! وفى اليوم الافتتاحى للعرس الكروى العالمي، تم منع حوالى 50 شخصا من دخول ملعب “كورنثيانز ارينا” فى ساو باولو لان تذاكرهم كانت مزورة بحسب ما اعلن فيفا.