هذا هو الديوان التاسع للشاعر عبدالجواد طايل بعد دواوينه: ولكني أحبك, ومملكة الحب, وأشواق وأشواك, والحب كان الثمن, وهذا هو القمر, والحياة وطن, والفراشة واللهب, وإرهابيون ثم الديوان الذي نقرأه اليوم حبيبتي والبحر. , ولأن العنوان مدخل مهم في تفسير النص باعتباره نصا موازيا وملخصا وشارحا فان أول ما يقابله قاريء شعر عبدالجواد طايل هو قيام صياغة العنوان في شعره علي مادة الحب سواءأكان ذلك بشكل لقوي مباشر أم غير مباشر ومن أمثلة ارتكاز العنوان علي مادة الحب بشكل مباشر عناوين الدواوين السابقة: ولكني أحبك, ومملكة الحب, والحب كان الثمن, وحبيبتي والبحر, ومن أمثلة ارتكاز العنوان علي مادة الحب بشكل غير مباشر: ما يفهم من معني اشواق وأشواك وهذا هو المقر والحياة وطن, وإرهابيون, ففيها جميعا نري معني الحب أو الايحاء به أو بمثيراته أو دواعيه أو بمضاداته وتناقضاته كما نري مثلا في عنوان إرهابيون. ومعني ذلك أن الشاعر مشغول في النص الكلي الذي هو عنوان الديوان بالقضية الإنسانية الكبري وهي الحب وهي مشكلة أزلية بالنسبة للإنسان, وللبشرية منذ بدء الخليقة وستظل حتي يوم الدين سواء أنظرنا إلي الحب في ذاته أو في ايحاءاته أم في انواعه أم في غاياته أم في تصادماته مع المشاعر الإنسانية العامة مع تعدد التفاسير والتآويل والمواقف, يؤكد ذلك تتابع السياقات في النصوص الجزئية إلي جانب ما نلحظه في النصوص الكلية فإذا ما اقتصرنا علي الديوان الذي بين ايدينا وجدنا السيادة والغلبة للمادة نفسها: الحب الذي يرد صريحا في القصيدة السابعة التي حمل الديوان عنوانها ويرد بشكل غير صريح في سائر العناوين دون استثناء إذ تتوالي عناوين القصائد حاملة المعني نفسه تفصح عن ذلك ألوان شتي من التعبير: كالضمائر: ومازالت طفلة, وأنت, فمازلت بكسر التاء كأنك تخفين تخافين, قالت.. أو بلفظ الحبيبة صراحة أو بالمفردة المترادفة: شوقا للقاء شوقا إليك, قبل العشق. ويتنوع المفتاح اللفظي لكل قصيدة بين الشيوع الواضح لمجموعة من الدوال: للواو: العاطفة أو المصاحبة أو الجامعة أو المفصلة في ومازلت طفلة, أو لفعل الأمر المفعم بالرجاء والتوسل والطلب في: قالت ميسون, وانسحب!! التي يأتي الفعل فيها صيحة احتجاج ورفض من الشاعر للواقع المعاصر وازعم أنني معاصر لانتاج هذه القصيدة ودافعها ملم بمناخها ولاتسمح المساحة المتاحة بتحليلها. أو أم في فاصل من حوار في مقابلة لو في لوكنت التي تشيع ثم تتكرر متلاحقة في خمسة اسطر متتالية( ص29). أو كيف في عناق الفضول. أو النداء في حبيبتي والحبر واصدقاء وزهرة العمر. أو اسم الفعل: دونك, في قصيدة دونك الموت وهي قصيدة رائعة جدا تندفع الخاطرة فيها وينطلق المعني كالقذيفة أو السهم متلاحقا متتابعا دون هوادة; فتحمله موجات التدوير العروضي الذي لايظهر إلا في تدافع موجات الزخات الشاعرية وتزاحمها وقد تعانقت الجمل شعوريا ولا شعوريا علي لسان شاعرة تكرر جملة العنوان ثلاث عشرة مرة في مفاصل القصيدة المرقمة من أربعة عشر مفصلا حيث جاء البديل في المفصل الأخير مغايرا أنت ياأيها الحب بديلا عن الجملة المكررة دونك الموت وتحليل هذه القصيدة يستدعي وقفة خاصة.