مع تصاعد المخاوف من خطر تجنيد التكفيريين الأوروبيين للقتال فى سوريا تحت مسمى «الجهاد» ، عقد وزراء داخلية فرنسا وبلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وهولندا والدنمارك اجتماع عمل لبحث المخاطر الناجمة عن تجنيد الإرهابيين الأوروبيين ، وذلك على هامش الاجتماع الرسمى مع بقية نظرائهم فى لوكسمبورج. وتناول الوزراء السبعة سبل «تشديد القيود الأوروبية» لتعقب الإرهابيين المشتبه بهم. وتأتى هذه المباحثات فى محاولة للتصدى لخطر وقوع اعتداءات جديدة مثل تلك التى تعرض لها المتحف اليهودى فى بروكسل على يد فرنسى عائد من سوريا. وكان حادث المتحف اليهودى فى بروكسل قد كشف عن عدة ثغرات فى أنظمة الأمن الأوروبية. ولم يتمكن الاتحاد الأوروبى حتى الآن من التعبئة ضد الخطر الذى يمثله الشباب الأوروبيون الذين ينخرطون فى جماعات إسلامية مسلحة تحت مسمى«الجهاد» فى سوريا، متجاهلين التحذيرات المتكررة من المنسق الأوروبى لمكافحة الإرهاب جيل دى كريشوف». من ناحيته ، حذر دى كريشوف من أن «أكثر من ألفى أوروبى ذهبوا أو يريدون الذهاب إلى سوريا للقتال ، وقد عاد بعضهم ، وذلك لا يعنى أنهم جميعا يريدون تنفيذ هجمات لكن بعضهم سيفعل». واستبعد المسئول الأوروبى إمكانية وقوع اعتداءات على نطاق واسع كما حدث فى 11 سبتمبر 2001 ، لكنه أكد أنه على أوروبا أن تستعد لهجمات مشابهة «وذلك فى حد ذاته أمر مرعب» ، مؤكدا «أنهم مدربون على استخدام الكلاشنيكوف والأسلحة الخفيفة وربما المتفجرات». وفى السياق نفسه ، أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أن «أكثر من ثلاثين مواطنا فرنسيا» غادروا للقتال فى سوريا ولقوا حتفهم هناك. وأكد فى ختام اليوم الأول من قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى فى بروكسل بمشاركة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أنه فى مواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب فى سوريا ، «علينا أن نتعاون بشكل أكبر» وخصوصا على صعيد «المخابرات»، مشيرا إلى «الخطوات التى تم اتخاذها وسيتم اتخاذها». وأضاف «قررنا التعاون من أجل منع ومعاقبة هذا النوع من التحرك الذى يمكن أن يؤثر على أمننا الخاص». وقال الرئيس الفرنسى أيضا «هناك إدراك لما يجب القيام به منذ أكثر من عام ونصف» والتهديد الذى يمكن أن تمثله العودة إلى أوروبا «لأشخاص عندهم عقيدة وتدربوا فى مناطق الحرب هذه». كما أكد قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى أنهم «قرروا تكثيف الجهود للرد على التهديد الذى يشكله المقاتلون الأجانب الذين يتوجهون إلى سوريا». وأشار مصدر دبلوماسى بريطانى إلى أن المحادثات ستتيح «مراجعة الوسائل والخبرات» لدى الدول وما يمكن القيام به فى مجال «التعاون مع الدول« المتاخمة لسوريا ومراقبة «تمويل الإرهاب». ومن ناحيته ، حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين من أن العناصر الإرهابية الموجودة فى سوريا ستشكل خطرا على أوروبا مستقبلا ، معربا عن مخاوفه من تحول سوريا إلى أفغانستان ثانية. وأوضح بوتين ، فى مقابلة مع قناة «تى إف 1» التليفزيونية الفرنسية وإذاعة «أوروبا 1» أنه لا أحد ينكر وجود المنظمات المرتبطة مباشرة ب«القاعدة» فى سوريا ، والتى تشكل تهديدا حتى على الدول الأوروبية ، لأن المتطرفين الموجودين فى سوريا اليوم سينتقلون عاجلا أو آجلا إلى دول أخرى، بما فى ذلك الى أوروبا. وتزامن ذلك مع تحذير تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية من أن «أبو بكر البغدادي» زعيم جماعة دولة الإسلام فى العراق وبلاد الشام «داعش» هو أكثر التكفيريين خطورة فى العالم وربما أكثرهم نفوذا وينافس فى ذلك أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة نفسه الذى يكتفى منذ عشرة أعوام تقريبا بإصدار البيانات فقط.