فى ظل تصاعد المواجهة بين الشرق والغرب حول الأزمة الأوكرانية، اقترح الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى يزور بولندا حاليا مبادرة بمليار دولار لتمويل نشر مزيد من القوات البرية والجوية والبحرية الأمريكية فى دول »الحلفاء الجدد« بأوروبا الشرقية. وقال البيت الابيض أمس إن «مبادرة الطمأنة الأوروبية» التى يجب أن تحظى بموافقة الكونجرس، ستسهم أيضا فى بناء قدرات الدول غير الأعضاء فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» بما فيها أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا بحيث تعمل مع الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين لبناء دفاعاتها. وكان أوباما قد وصل أمس إلى بولندا فى إطار جولة أوروبية تضم كل من البلجيك وفرنسا، لطمأنة حلفائه فى أوروبا الشرقية حول تحركات روسيا فى أوكرانيا.وأكد أوباما خلال تفقده لوحدة عسكرية مشتركة فى مطار وارسو ،تضم طيارين عسكريين بولنديين وأمريكيين،على التزام بلاده بأمن أوروبا الشرقية، وقال :«التزامنا بأمن بولندا وأمن حلفائنا فى أوروبا الوسطى والشرقية يشكل حجر زاوية لأمننا، فهو ثابت لا يمس«.واعتبر أن زيارته لبولندا خلال احتفالاتها بالذكرى الخامسة والعشرين لأول انتخابات ديمقراطية فى تاريخها،شرفا خاصا له. ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلنطى «الناتو» زادا من التزامهما الأمنى لصالح بولندا خلال الأزمة الأوكرانية. كما أكد الرئيس البولندى برونيسلاف كوموركوفسكى الذى كان فى استقبال أوباما أن «أمن بولندا وأمن المنطقة بكاملها على صلة وثيقة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة». جاء ذلك فى الوقت الذى بحث فيه وزراء دفاع حلف الناتو أمس خطوات طويلة الأمد قد يحتاج الحلف لاتخاذها لتعزيز دفاعاته الشرقية وتحسين قدرته على الرد على ما اعتبرونه «أساليب غير تقليدية تستخدمها روسيا فى أوكرانيا وزعزعة متعمدة للاستقرار». وقال دوجلاس لوت السفير الأمريكى لدى الحلف للصحفيين: »من الواضح للحلف أن هذا هو التحدى الأكبر للاستقرار فى أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة«. وعلى صعيد الأزمة الأوكرانية، دعا أرسين أفاكوف وزير الداخلية الأوكرانى سكان مقاطعة سلافيانسك إلى ملازمة منازلهم نظرا لاستمرار العمليات القتالية الدائرة فى المدينة بين الانفصالين وقوات الأمن. وقال أفاكوف على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك: إن «هجوما قويا يجرى حاليا حول سلافيانسك».