ماذا تريد أن يفعل الشعب المصري يا سيادة المشير؟ ما معنى كلماتك عقب مهزلة بورسعيد بأن الشعب المصري لابد وأن يفعل شيئا؟؟ أنقتتل ونطبق القانون بأيدينا؟ هل تريدها غابة؟ وأين هو هذا العالم الذي يسقط فيه شهداء كل شهر يا سيادة المشير؟؟ وكيف أن هذه المهزلة تحدث في العالم كله؟؟ أي عالم هذا؟؟ أولم يخبرك أحدا أنك المسئول الأول عن هذه البلاد؟ وما تفسير انسحاب الشرطة من مدينة بورسعيد وتركها للجان الشعبية لحمايتها؟ مسرحية باتت مكررة وباهتة وغير مقبولة ولن تجدي نفعا هذه المرة.. أصرف تعويضات لأهالي الشباب الذي استشهد.. وفتح باب مستشفيات للضحايا.. بات الأمر الذي يجب علينا أن نفتخر به؟؟ أيعقل أن يتم الإفراج عن الضباط قتلة الثوار بينما يتم حبس الضباط الذين تعاملوا مع بلطجية واقتتلوا معهم فأدوا بذلك واجبهم؟؟ أي بلد هذه؟ وأي ميزان تحكم به الأمور؟ إمّا طرف ثالث أو فلول أو عناصر خارجية.. مثلث الكلمات الأوحد بعد كل كارثة.. ثم يتبعه لجنة تحقيقات لا نسمع منها أو عنها حرفا بعد ذلك.. عام كامل لم ننجز فيه شيئا على الإطلاق إلا أننا أصبحنا ندرك تماما من هم أطراف الصراع على السلطة ومن يتضامن مع الثورة ومن يسعى جاهدا لعرقلة تحقيق أهدافها.. ومن هو الطرف الثالث الذي يتقاعص عن بتر رموز النظام السابق وتطهير البلاد من شرورهم لتظل حالة الفوضى والانفلات الأمني والأخلاقي أقوى من عام مضى. لن نكره الثورة يا سيادة المشير ولن نترحم على مبارك بل بالعكس.. أفاقت الثورة كل من عاش مغيبا مهموما بأمور فقره أو مرضه مظلوما وراضيا معتقدا أن ليس له حول ولا قوّة .. فقد انتهى هذا الزمن وانتهى معه عصر الجبن والذل والرضا بما لا يرضاه الله.. وعلم المصريون أي ظلم كانوا يعانون منه وأي فساد كانوا يعيشون في ظله.. وأن عصابة على بابا وألاربعين حرامي المتواجد بعضهم في طره الآن هم من نهبوا ثرواتنا وخربوا مواردنا وتلاعبوا بميزانيتنا وأن مصر ليست فقيرة الموارد ولا ضئيلة المكانة.. لن نكره الثورة ولكننا كرهنا الفترة الانتقالية واختلاق المبررات لمّدها.. الانفلات الأمني الذي نعيش فيه ومخطط الانقلاب على الثورة لن يزيدنا إلا تماسكا وإصرارا على رحيل المجلس العسكري وتسليم السلطة في أسرع وقت.. هذا هو ما يجب أن يتكاتف الشعب المصري من أجله "تسليم السلطة بأقصى سرعة".. إن رجل الشارع البسيط على دراية كاملة أن فلول النظام السابق يمرحون في جميع مؤسسات البلاد وتحت رعاية المجلس العسكري وأولهم وأهمهم مؤسستي الأعلام والشرطة ويعلم أيضا أن أمور البلاد لن تستقر إلا بعد تسليمك للسلطة.. فهل هناك حياة لمن ينادى؟؟ ارحل ويكفى ما أوصلتنا إليه باعتبارك الرأس الأعلى فى الدولة.. صراعات وتفرقة وانهيار وفتنة وغياب لتطبيق القانون وانفلات أمنى ودماء لا تجف.. ارحل فقد أوشك البركان على الانفجار.. المزيد من مقالات ريهام عادل