العلاقات بين مصر ولبنان ذات طبيعة خاصة, تلعب فيها الجالية اللبنانية المقيمة في مصر دورا مؤثرا علي مر التاريخ, مما يجعل من هذه العلاقات الشعبية دورا وتأثيرا أكبر من كل الأزمات والمشكلات السياسية التي يمر بها البلدان. هذه الحقيقة يؤكدها أحدث تقرير عن العلاقات التجارية بين البلدين أصدره مكتب التمثيل التجاري المصري ببيروت عن الفترة من يناير الي نوفمبر2011, ووفقا للاحصاءات اللبنانية, وكما يقول ماجد المنشاوي رئيس جمعية الصداقة المصرية اللبنانية لرجال الأعمال بالقاهرة فإن التقرير يكشف عن مفاجأة, حيث زادت الصادرات المصرية الي لبنان خلال تلك الفترة بنسبة123% لتصل الي878 مليون دولار ارتفاعا من394 مليون دولار في الفترة نفسها من عام2010, واقترب حجم التبادل التجاري بين البلدين من رقم المليار دولار لأول مرة, هذا رغم الأزمات السياسية وعدم الاستقرار النسبي في البلدين خلال هذه الفترة. ويضيف المنشاوي معلقا: هذا يدل فعلا علي الطبيعة الخاصة للعلاقات بين مصر ولبنان والقادرة علي تحدي كل الأزمات والمشكلات, كما أن الجالية اللبنانية المقيمة في مصر تلعب دورا مؤثرا في استمرار نمو العلاقات التجارية, ويرجع هذا أيضا الي الجهود المتميزة للوزير المفوض التجاري المصري في بيروت سعد الشيخ الذي يقوم بدور فعال لترويج الصادرات المصرية وتسهيل مهمة المستوردين اللبنانيين للاستيراد من مصر. ويكشف فؤاد حدرج نائب رئيس الجمعية بعدا جديدا في تطور العلاقات الاقتصادية المصرية اللبنانية قائلا: كذلك فإن عدد المشروعات الاستثمارية المشتركة ارتفع ايضا ليصل الي1011 مشروعا ارتفاعا من960 مشروعا عام2010 ليصل رأس المال المصدر للمشروعات اللبنانية المشتركة في مصر الي3.5 مليار دولار منها800 مليون دولار رءوس أموال لبنانية في معظم قطاعات الاقتصاد المصري كالصناعة والخدمات المالية والسياحة والتشييد والبناء, مشيرا إلي أن هذه العلاقات الاقتصادية المتميزة تحتاج الي دعم ورعاية من الحكومتين لضمان استمرارها وزيادتها, فلبنان والتي يصل عدد سكانها الي3.8 مليون( داخل لبنان) تمثل سوقا كبيرة للصادرات المصرية ربما أكبر من كل أسواق الدول الإفريقية جنوب الصحراء. ولهذا كما يقول المهندس سمير فهمي أمين صندوق الجمعية إنه حرصا من الجمعية علي استمرار هذه العلاقات المتميزة نظمت الجمعية لقاء مع وزير الزراعة اللبناني حسين الحاج حسن, يشارك فيه عدد من كبار المصدرين والمستوردين للسلع الغذائية, والزراعية من الجانبين لبحث سبل تيسير تدفق الصادرات الزراعية بين البلدين ووضع حلول لبعض المشكلات المتعلقة بالحجر الزراعي. واكد الدكتور حسين الحاج حسن وزير الزراعة اللبناني خلال اللقاء ان ثورات التغيير العربي ستشمل كل دول المنطقة وستؤدي الي تغيير سياسي شامل وعلي رجال الاعمال العرب مشاركة السياسيين في وضع افكار ورؤي لاحداث تغيير اقتصادي يلبي طموحات الشعوب العربية, واعرب الوزير اللبناني في لقائه مساء امس الاول بمجلس ادارة جمعية الصداقة المصرية اللبنانية لرجال الاعمال عن تعازيه للشعب المصري في شهداء الثورة وشهداء بور سعيد وقال الوزير اللبناني ان المرحلة المقبلة تفرض علي رجال الاعمال العرب ان يعملوا مع السياسيين لخلق سوق عربية حقيقية تقوم علي اسس واصحة وقابلة للتطبيق لاقامة اقتصاد عربي قوي في التجارة والصناعة والخدمات والبنوك بما يؤدي الي نهضة تنموية شاملة واشار الي لقائه بوزير الزراعة المصري لبحث سبل التعاون المشترك ومن ناحيته قال ماجد المنشاوي رئيس الجمعية, ان قطاع الزراعة يمثل اهمية خاصة للبلدين نظرا لارتباطه بالمزارعين والفلاحين في مصر ولبنان وهم الفئة التي تحتاج الي رفع مستوي معيشتهم وزيادة القيمة المضافة لانتاجهم مما يتطلب التعاون بين الحكومات ورجال الاعمال لتطوير هذا القطاع, واشار سمير فهمي الي ضرورة العمل باتفاقية التجارة الحرة العربية بين البلدين لالغاء القوائم السلبية التي تعوق السلع الزراعية بين البلدين والتي تتضمنها اتفاقية التجارة الثنائية. وشهد اللقاء سفير لبنان بالقاهرة ورئيس جهاز التمثيل التجاري المصري وعبدالرحمن عبدالروءوف رئيس ادارة الدول العربية بالجهاز وغازي ناصر عضو مجلس ادارة الجمعية وخالد ابواسماعيل وعلي عيسي وسمير النجار وعلاء دياب من اعضاء المجلس التصديري للحاصلات الزراعية ورئيس بنك مصر محمد بركات.