يتحدثون عنه كثيرا و يناقشون مميزاته وعيوبه ويرفضونه احيانا ويرى البعض انه الحل الأمثل لاستمرار العلاقة بين الطرفين احيانا اخرى .. لكن لابد من التنازل تحت اى ظروف وهنا لا أتحدث عن التطبيع بمعناه السياسي بين مصر وإسرائيل إنما أتناول المبدأ لتطبيقه من الناحية الاجتماعية خاصة العلاقة بين الزوج والزوجة. من المؤكد أن العلاقة بين الرجل والمرأة عامة علاقة شائكة يحاول فيها كل طرف ان يفرض شخصيته على الطرف الاخر وان يملى شروطه فى الحياة دون تنازلات ويبذل كل منهما جهودا مضنية كى تكون كلمته هى العليا رغم ان الحياة الزوجية أبسط من ذلك ولا تحتاج كل هذه التفانين التى يضيع معها الجهد والوقت والمتعة . وقد خرجت علينا مؤخراً عدة دراسات أكدت ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر خاصة بين الأزواج الشبان الذين لم يمضى على زواجهما بضع سنوات وقد بينت تلك الدراسات الأسباب التى أدت إلى هذا الانفصال وكانت فى مجملها أسبابا يمكن التجاوز عنها بسهولة مثل إنخراط الزوج أو الزوجة فى العمل على حساب المنزل وأسبابا أخرى تتعلق بالأمور المالية والعاطفية وجميعها أسبابا يمكن التعامل معها وحلها بطرق سهلة ومبتكرة فى حالة شعور الزوجين بقليل من المسئولية خاصة فى ظل وجود أطفال. يتفق البعض أو يختلف مع أن الزوجة هى حجر الزاوية فى هذه العلاقة لانه إذا أرادت أن تتغاضى عن عيوب زوجها و تحملت منغصات الحياة معه لاستطاعت بقدرة إلهية وهبها الله إياها أن تصلح من شكل الحياة بينهما وتدخل عليها بعض التعديلات دون أن يشعر الزوج إما بمساعدة صديق أو صديقة أو حتى طبيب نفسى ممن تخصصوا فى الآونة الاخيرة فى تحليل المشاكل الزوجية وتقديم الحلول لها وعلى العكس إذا رفضت الزوجة العلاقة شكلا وموضوعا حتى فى وجود الأولاد فإنها تقنع نفسها وكل من حولها بإستحالة العيش مع زوجها مهما تدخل الأهل وقدموا الحلول لانها فى هذا الوقت قد عقدت النية على استبدال حياتها بأخرى أفضل من السابق من وجهة نظرها. وقد يعتقد الزوج بأنه هو من لديه مقاليد الأمور ومن يدير الدفة فى العلاقة الزوجية إلا أن الحقيقة الواقعة أن الزوجة هى من تدير من الباطن إما بالإيجاب لصالح العلاقة أو بالسلب بإستخدام أساليب متعددة منها التطنيش والتطفيش كإهمال متطلبات الزوج وترك المنزل لفترات طويلة وعدم الاهتمام بنظافتها الشخصية أو نظافة أولادها. وإذا كانت الزوجة تلعب الدور الرئيسى فى العلاقة إلا أن الزوج هو من يبدأ بهدم الرباط المقدس بينه وبين زوجته دون أن يعلم أنه بذلك وضع حجر الأساس لحائط الصد بينه وبين شريكة الحياة لأنه لم يتعامل مع زوجته منذ البداية بأنها شريك أساسى إنما نظر إليها نظرة دونية تجعلها تقبله كما هو لأنها لايمكنها الزواج مرة أخرى إنما هو من لديه هذه الميزة وتتهافت عليه النساء كى يتزوج بإحداهن . وإذا تمعن بعض الأزواج والزوجات فى تحليل الله الزواج وحرمانيته للطلاق وان العلاقة الزوجية تحتاج إلى الرعاية والاهتمام والتطوير من فترة إلى أخرى كما يتعامل كل منا مع عمله حتى يصل لأعلى المناصب وان الزواج ليس قرار فقط إنما هو أساس الحياة الانسانية كما خلقها الله تعالى ليتنازل كل من هما عن أنانيته وفرض الشكل الذى يريده للعلاقة الزوجية.