آن لمصر أن تفرح بنجاح جديد ألا وهو كسب قضية تحكيم دولية بمبلغ 5 مليارات جنيه استطاع (فراودة) من خيرة شباب مصر فى قسم المنازعات الخارجية بهيئة قضايا الدولة أن يحصلوا على هذا الحكم لصالحنا من هيئة التحكيم الدولية التابعة للمركز الدولى لتسوية منازعات الاستثمار بواشنطن (الاكسيد)، بالدعوى التحكيمية رقم 15-9 ARB والمقامة من شركة (إتش آند إتش الأمريكية) ضد جمهورية مصر العربية. الخبر الذى أعلنه المستشار عزت عودة رئيس هيئة قضايا الدولة وقسمات وجهه تعبر عن قمة السعادة بهذا الإنجاز العظيم كان بمثابة مفاجأة أثلجت صدورنا جميعا بعد أن عز علينا الفرح لسنوات طويلة، ونحن نستمع لهذا الخبر، خاصة أن رئيس الهيئة بدأ كلمته ب (آن الأوان لمصر أن تفرح) ثم زف إلينا هذه البشرى الطيبة، ولا أخفى قولا إن ذلك الإنجاز عظيم لأنه يأتى فى الوقت الذى تواجه فيه مصر 37 قضية تحكيم تقدر قيمة التعويضات المطلوبة فيها لمصلحة مستثمرين أجانب بنحو 100 مليار جنيه مما يكبدنا خسائر فادحة ومخاوف رهيبة. صحيح أن الهيئة بفضل جهود أبنائها المخلصين الأكفاء تحاول أن تزرع الأمل، وتثبت للعالم أن المصريين حيوية وعزم وقوة، واستطاعوا أن يحسموا 8 قضايا تحكيم دولى تجارى واستثمارى لمصلحة البلد خلال السنوات الأربع الأخيرة، ومادام الأمر بهذا الشكل، وأن مصر بها من الكفاءات ما يجنبها هذه المشكلات، فلماذا لا يتم التسريع بتنفيذ الصلاحيات التى منحها الدستور الجديد 2014 لهذه الهيئة التى على يدها الخلاص من أزمات كثيرة على المستوى الخارجى أو الداخلى فى ظل وجود 2.5 مليون قضية من المواطنين ضد الدولة، وإن تطلب الأمر الإبقاء على قيادتها حتى انجاز هذه القضايا، خاصة وانه لم يصدر خلال تلك الفترة أى حكم ضد مصر فى دعاوى التحكيم الاستثمارى، وهو ما يعنى انقاذ لسمعة مصر الدولية فى مجال جذب الاستثمارات الأجنبية، التى كانت سوف تتضرر حتما حال صدور أحكام ضد بلدنا مصر، لاسيما أن هذا يأتى فى الوقت الذى تعمل فيه الهيئة على إعداد بنود مشروع قانون لتنظيم علاقة الهيئة بالعقود الإدارية لتجنب قضايا التحكيم والتعويضات، وهو أمر يستلزم توفير كفاءات عالية، الأمر الذى دفع الهيئة إلى الاستعانة بخبرات شباب المحامين الذين يجيدون فن التعامل مع مثل هذه القضايا والمنازعات، والنجاح الذى حصلت عليه مصر هو شهادة على صحة مناخ الاستثمار واحترام الدولة لاتفاقياتها الدولية. لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى