مابين حسين الجسمى ومصر ، والمصريين لم يعد بعض أغنيات أداها المطرب الذى يحمل الجنسية الإماراتية ، لها ولشعبها لكنها تجاوزت هذا ، وعندما يصل الأمرإلى أن يدشن مجموعة من النشطاء على "الفيس بوك"، صفحة بعنوان "معا لمنح حسين الجسمى الجنسية المصرية" فالأمر ليس غريباً ، ولا مُستغرباً ! هذه الدعوة لم تأتى اليوم، لمُجرد نجاح كبير حققته أغنية الجسمى" بُشرة خير" والتى يحث فيها المصريين على المشاركة فى الإنتخابات ، بل جاءت – فى رأيى - لشعورالمصريين ، أن هذا الفنان العربى " إنسان مُخلص " لمصر وشعبها ، قبل أن يكون مُطرباً يعجبون بأدائه . لقد نجح " الجسمى " أن يحمل " ترمومتر " التواصل بينه وبين آمال المصريين ، والوقوف إلى جانبهم مثله مثل دولته العربية الشقيقة . ولم ينس المصريون ، وقت حُكم الإخوان , عندما أدى الجسمى ، أُغنيات خرجت من قلبه قبل لسانه ، لتتعلق بعقول المصريين ، فغير أغنيته للمصريين "أجدع ناس"، جاءت أغنيته "سيادة المواطن"، التى أداها فى حفل عيد تحرير سيناء ، والذى وقف فيه المشير السيسى بعد إنتهاء الحفل ، ليقدم رسالة "تطمين" للمصريين بأن " الجيش تتقطع إيديه قبل مايمس حد منهم " فى حال خروجهم للتعبير عن رأيهم . وقتها أتذكر نظرات الجسمى ، وهو يقف مُتعلقاً بكلمات قائد جيش مصر، وكأنه " مصرى إبن مصرى" يريد أن يقول له "خليك معانا عشان بلدنا " خوفاً وهلعاً عليها. .. وعندما غنى الجسمى "تسلم إيدينك" لم يكن يعبر عن نفسه ، فقط بل تحدث بلسان عشرات الملايين من المصريين الذين خرجوا فى ثورة 30 يونيو ، وعبر عن كل عربى أراد لمصر أن تعود من جديد ، بعيداً عن نظام إخوانى أراد أن يخرج بها من باب التاريخ . لقد نجح الجسمى ، أن يصل لكل مصرى ، وكأنه تربى فى حاراتها ، وشوارعها ، ونُجوعها، وأثبت من جديد أن الغناء ليس مُجرد كلمات يطلقها لسان مُطرب على مُستمعيه فحسب ، لكنه صدق وإحساس وإنتماء . أكد الجسمى أن "المصرية "، ليست بالمولد فقط ، فكم من مصريين وُلدوا فيها ومنحتهم الكثير، لكنهم أثبتوا أنهم لايستحقون حتى حمل جنسيتها ، أما هو فقد أصبح أمام الكثيرين منا ، مصرياً لحماً ودماً وإنتماءاً ، قبل أن يكون إماراتياً، لذا فأنا معهم أن يحصل " الجسمى"على الجنسية المصرية لأنه يستحقها ، مثلما أؤيد سحبها عن آخرين لايستحقونها بالفعل !