نتذكرها جميعا تلك الاعلانات التي لم يكن يخلو منها التليفزيون بقنواته الثلاثة الرئيسية، لدرجة ان بعضنا يتذكرها ويتغني بها فور الحديث عن الزيادة السكانية لكن فجأة ودون سابق انذار اختفي هذا الدعم الاعلاني والاعلامي معا وتضخمت اعداد السكان لدرجة جعلت مصر مهددة في المستقبل القريب بقفزة سكانية هائلة تحتاج لوقفة سريعة قبل البكاء علي اللبن المسكوب. الغريب انه رغم تأكيدات المختصين باستمرار برامج تنظيم الاسرة تجد السيدات تؤكد أنها لاتعرف اماكنها فهل السبب هو الغياب الاعلامي ام غياب هذه المراكز فعلا؟! يؤكد الدكتور عاطف الشيتاني رئيس قطاع تنظيم الاسرة والسكان بوزارة الصحة والسكان ان قرار الحمل والولادة قرار مجتمعي يحدث داخل الاسرة وعندما يتخذ هذا القرار تتحرك الاسرة الي مكان تقديم الخدمة الذي يعد جزءا من دور وزارة الصحة التي تعتبر اكبر مقدم خدمة صحية والتي تقدم الخدمة من خلال 5299 عيادة تنظيم اسرة بها اكثر من عشرة الاف من الاطباء والتمريض موجودين بوحدات الرعاية الاساسية وجميع المستشفيات المركزية والعامة والوحدات الصحية وهذا لكي نصل الي كل القري والنجوع والعزب المنتشرة في ربوع مصر، كما يقوم قطاع الاسرة والسكان بعمل ومتابعة برامج مستمرة للعيادات المتنقلة توجه للمناطق النائية، كما يوفر القطاع مجموعة متعددة من وسائل منع الحمل وتنظيم الاسرة باسعار زهيدة في المراكز المتعددة ويوفرها مجانا في العيادات المتنقلة والقري الاكثر فقرا . ويضيف الشيتاني انه لضمان مستوي الخدمة يتم تدريب الفريق الطبي سواء علي مستوي التمريض او المشرفين حيث نوفر في كل عيادة تنظيم الأسرة طبيب وممرضة، كما ان لدينا برنامج للرائدات الريفيات حوالي 14 الف رائدة ريفية وجميعهن تابعات لمديريات الصحة، ودورهم التوعية المنزلية من خلال الزيارات الميدانية و الدخول الي البيوت. واشار الشيتاني إلى أنه رغم ذلك فمعدل المواليد يتزايد بشكل مستمر حيث انه كان عام 1960 يزداد بنسبة 43 في الالف وقد نجحنا في تخفيضها حتي وصل معدل المواليد الي 25٫6 في الالف عام 2005 وحينها كان برنامج تنظيم الاسرة ناجحا جدا ولكن بدا معدل المواليد يتصاعد حتي وصل الي 31٫9 في الالف عام 2012 وهو ردة في البرنامج سببها تارجح الدعم السياسي فمرة يكون عاليا جدا وبذلك تهتم كل اجهزة الدولة وتدعمنا ومرة يقل جدا وهنا تظهر مركزية العمل الاداري المرتبط ارتباطا وثيق بصناع القرار .. ويضيف الشيتاني ان اكبر هزة تعرض لها البرنامج في الفترة ما قبل 30 يونية لان وجود الاخوان اثر علي برنامج تنظيم الاسرة حيث انهم غير مقتنعين بفكرة تنظيم الاسرة فقد كان هناك خلاف كبير حول الحلول المثلي للتعامل مع القضية السكانية وخاصة ان هناك من يقتنع تماما بان جهود التنمية وحدها قادرة علي حل المشكلة السكانية اما الواقع، يقول انه بمقارنة الدول الاسلامية التي تتشابه ظروفها معنا والتي نجحت في تنظيم السياسة السكانية تستطيع ان تقتنع تماما بان الدراما والاعلام لهم تأثير كبيرعلي الشعب المصري وهذا ما اثبتته التجارب السابقة عندما تبنت وزارة الاعلام حملة الزيادة السكانية وتكاتفت الجهود للحد منها . ومن هنا يتضح ان القضية السكانية لا يمكن لجهة واحدة داخل الدولة التصدي لها فهي قضية مجتمعية تعتمد علي سلوك الاسرة المصرية في تبني قضية الأسر الصغيرة وهناك علاقة وثيقة بين تدني تنظيم الاسرة ووفيات الامهات وعندما يزيد التعليم تزيد ممارسات تنظيم الاسرة ووفيات الامهات وعندما يزيد التعليم تزيد ممارسات تنظيم الاسرة وكذلك تلتزم بها الطبقات المتوسطة والغنية فلدينا 40٪ من المواليد سنويا التي وصلت الي 2.6 مليون من الطبقات الفقيرة وتحديدا الموجودة بريف وجه قبلي كذلك تزايدت الرغبة بين الاسر المتيسرة في الطفل الثالث الي جانب ارتفاع نسبة امية الفتيات التي تزيد بالتبعية من عدد المواليد وهذا طبعا يتطلب تكثيف الجهود لتعليمهم واستمرارهن بالمدارس ودور وزارة الصحة هنا اننا نقدم برامج جديدة تتيح لنا العمل بالموارد المتاحة لاستخدام اسلوب عملي لاستهداف المناطق الاشد احتياجا وبدأنا نجمع البيانات فعلا عنها ونحاول توجيه كل مواردنا اتجاهها كما تذهب الفرق المتنقلة من الاطباء والممرضات في العيادات المتنقلة الي كل المناطق واذا تطلب الامر اكثر من ذلك فلدينا نظام احالة جيد حيث ان من يحتاج خدمة اعلي يتم توجيهه الي عيادة ثابتة بها امكانات اعلي فمرتادونا في عيادات تنظيم الاسرة ليسوا مرضي وانما ما نحاول فعله معهم هو اطالة الفترة ما بين الحمل والاخر حتي يظلوا اصحاء ونعمل مع الرائدات الريفيات ليوصلن الي السيدات التوقيت الامثل للحمل طبقا لحالة كل سيدة وعدد اطفالها .