جاء قرار وزارة الأوقاف بإعادة تفعيل دور مكاتب تحفيظ القرآن الكريم بالعطلة الصيفية، وتنشيط العمل الدعوي بالمساجد الكبري حتي تعود إلي دورها التنويري في نشر الوسطية والاعتدال, وإطلاق القوافل الدعوية بالمحافظات والنوادي والتجمعات الشبابية بالتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الشباب، ليطرح المزيد من التساؤلات حول سبل تفعيل هذه القرارات, وكيف يمكن النهوض برسالة المسجد وإعادته إلي سابق عهده منارة للعلم ونشر الأخلاق وصحيح الدين؟ علماء الدين من جانبهم أشادوا بتلك الخطوة, مؤكدين أن عودة المسجد الجامع إلي سابق عهده ضمانة لنشر الوسطية ومواجهة التشدد. وطالبوا بإذاعة هذه الندوات في وسائل الإعلام المختلفة, وتخصيص أوقات للدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن بالمساجد الكبري. وذلك حتى يعود للمسجد دوره ومكانته، التي لا تقتصر على أداء الصلوات فقط، كما كان على عهد النبي، صلي الله عليه وسلم، في نهضة المجتمع الإسلامي. تفعيل دور المساجد وأوضح الشيخ محمد عبد الرازق, وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد, أن خطة وقرارات وزارة الأوقاف تهدف في المقام الأول إلي إبعاد المساجد عن ساحة الصراع السياسي, وأن تكون المنابر للدعوة وليست للسياسة, وإعادتها إلي ممارسة دورها التنويري والفكري, بعيدا عن السياسة والصراعات الحزبية، وكل هذه القرارات تهدف إلى خدمة الدعوة الإسلامية والحفاظ علي قدسية المساجد والحفاظ أيضا علي أمن واستقرار الوطن, لأن المساجد لها دور كبير في توجيه الرأي العام, ولهذا حرصت الوزارة علي أن تكون منابر المساجد للدعوة وتصحيح المفاهيم ومواجهة التطرف والتشدد. كما تسعى الوزارة جاهدة ايضا الى عودة المسجد الجامع فتم إغلاق الزوايا والمساجد الصغيرة في جميع المحافظات، وتم التركيز على المساجد الجامعة للعودة إلى المسجد الجامع لما يحتويه من مقارئ لتحفيظ القرآن ومراكز طبية ودور مناسبات وحضانة، كما تسعى الوزارة الآن الى تفعيل فصول محو الأمية ودروس تقوية للطلبة في المراحل التعليمية المختلفة. نشاط صيفى وأضاف: إن النشاط الصيفي في المساجد يتمثل في إلقاء المحاضرات الدينية والتثقيفية لاستقطاب اكبر عدد من الشباب كما أن للقوافل الدعوية دورا عظيما حيث تم تفعيلها منذ أول ابريل الماضي والهدف منها مواكبة الأحداث التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة الفارقة ويشترك في هذه القوافل الدعوية 58000 إمام وخطيب، وهى تؤدى دورا خدميا في المجتمع وتعالج الكثير من القضايا الحالية مثل حرمة الدماء وقيم التسامح. كما تم توحيد خطبة الجمعة في جميع مساجد الجمهورية بهدف وحدة الصف والكلمة والتعاون جميعا، وعلى الجميع أن ينصهر في بوتقة واحدة وهى مصلحة الوطن والمساجد وأكد ان وزارة الأوقاف تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين سواء في الانتخابات الرئاسية او البرلمانية ولا يصعد على منابر المساجد إلا من يحمل مؤهلا أزهريا وفكرا وسطيا ولا تسمح المساجد بوجود ملصقات للدعاية لأحد المرشحين على حساب الأخر وهذا ممنوع في دور العبادة في جميع المحافظات وللمسجد رسالة في الحي أو الموقع الذي هو فيه وله دور لابد أن يقوم به في هذه المرحلة خاصة مع اقتراب الأجازة الصيفية وانشغال الشباب بالجلوس أمام الأجهزة الالكترونية واستقطاب الشباب بالعودة إلى المساجد من خلال عمل أمسيات دينية ومسابقات في الحديث الشريف والأدب والقرآن وتكون المرجعية الصحيحة لهم هي وزارة الأوقاف لما تتسم به من وسطية في الفكر والاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله. للمسجد رسالة من جانبه يرى الدكتور رمضان عبد العزيز، أستاذ بكلية أصول الدين بالمنوفية، أن مثل هذه اللقاءات المتجددة والمتكررة التي تعقد يوميا بالمساجد تمثل عودة بالمساجد الى رسالتها في الإسلام، وإذا نظرنا إلى المسجد عبر التاريخ الإسلامي لوجدنا أن المسجد كان يؤدى دور المدارس والمعاهد والجامعات في عصرنا الحاضر حيث يتعلم الناس في المسجد شعائر الدين ومكارم الأخلاق التي تهديهم في الدنيا وتسعدهم في الآخرة وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك في حديثه الذي قال فيه (.مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ويتدارسونه بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ) وللمسجد رسالة أخرى فهو كان يؤدى دور المؤسسات الخيرية على اختلاف مسمياتها وأهدافها، ولكن في هذا العصر أساء الكثير من الناس إلى المساجد وبدلا من أن يحققوا رسالة الإسلام من خلال المساجد بل حققوا لأنفسهم أهدافا خاصة ونسوا قول الله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا) ولذلك ينبغي على الأمة الإسلامية في هذا العصر أن تحيى رسالة المسجد مرة أخرى وان تدعوا الشباب الى الذهاب للمساجد ليتعلموا العلم النافع الصحيح ومكارم الأخلاق ويعلموا أن التعاون على البر والتقوى خير من التعاون على الإثم والعدوان، وذلك من خلال تهيئة المسجد لان تعقد فيه دروس دينية وندوات تثقيفية وأنشطة كما كان يحدث عبر التاريخ الإسلامي، وينبغي أن ننزه المساجد عن الخلافات الشخصية والأهواء السياسية، لان بيوت الله لها منزلتها ومكانتها التي تظهر من خلال الآية الكريمة (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فعسى أولئك أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ). إمام واع وفي سياق متصل يؤكد الشيخ احمد تميم، من علماء وزارة الأوقاف وإمام وخطيب مسجد النور، أن العودة بالمسجد إلى ما كان عليه هو أمر لابد أن يهتم بها لمسئولون بالمؤسسات الدينية في مصر وبعد إغراء الشباب بالصفحات الالكترونية وابتعادهم عن المساجد وافتقادهم للمعنى الحقيقي للمسجد ودورة في الحياة فلابد أن يكون لدي الشباب إمام فاهم لأمور دنياهم حتى يجذب الشباب إليه ويحببهم في دين الله ويقربهم إليه بالحسنى لقوله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) وهذا هو دور إمام المسجد حتى يستطيع استقطاب الشباب وإصلاح أحوالهم وتوعيتهم بأهمية ودور المساجد في حياتهم . من جانبه يؤكد الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط، حاجتنا الماسة إلى إحياء دور المسجد في كل منطقة بل في كل شارع من شوارعنا يوجد به مسجد، وأوضح أن إحياء دور المسجد لا يكون بالحث على الصلاة فقط بل هناك أشياء من الممكن ان تربط الشباب والشيوخ بالمساجد ومنها أولا : إلزام لكل إمام من حفظة القرآن الكريم ومعظمهم يحفظ القرآن الكريم أن يقوم بعمل مكتب لتحفيظ القرآن لتحفيظ الأطفال من البنين والبنات كتاب الله عز وجل ثم بعد ذلك يكون هناك ( كتاب ) منفصل من البنات والبنين للكبار وثانيا ومن الممكن أن يكون هناك دروس علمية لتقوية الطلاب وبهذا نخفف عن أولياء الأمور من عبء الدروس الخصوصية كما يجب أن يلزم الإمام بأداء الدروس المقررة عليه، وان تكون هناك رقابة شديدة على ذلك وليس رقابة روتينية وان تكون هناك الرقابة مادية ومعنوية ونقصد بمادية انه يغيب الذي لم يحضر ونقصد بمعنوية أن يوجه اللوم لمن يحشو دروسه بالأحاديث المكذوبة والروايات الإسرائيلية.