سمعت بأذناى كلمات تعبر عن القلق الكويتى الشديد، على لسان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ صباح الخالد الصباح، فى معرض تحليله لمسار العلاقات المصرية- القطرية. الشيخ صباح الخالد كان يتحدث بصراحة شديدة، فى حوار مفتوح مع الإعلاميين العرب، المشاركين فى أعمال الملتقى الإعلامى العربى الحادى عشر، بالكويت، يوم الإثنين الماضى ، تحت عنوان " الإعلام .. تحولات وتحديات". وعند تطرقه للخلافات الخليجية- الخليجية قال: نسعى لتجاوز الخلافات ورأب الصدع، والمسيرة الخليجية قادرة على إستيعاب ما يعتريها من شوائب وخلافات.. وأضاف: نطاق إهتمامنا يتمدد إلى خارج النطاق الخليجى، لدور كويتى أوسع بين الدول العربية. فيما يتعلق بالعلاقات القطرية- المصرية، قال المسئول الكويتى: نحن فى غاية الإنزعاج، وقد تحرك امير الكويت للمبادرة، وسمعتم الكلمة الإفتتاحية لأمير قطر، فى القمة السابقة، حيث أوضح أهمية العلاقة مع مصر، ووصفها بأنها أخوية، وسمعنا أيضا من الرئيس عدلى منصور، ومن الفريق السيسى، فمصر دولة كبيرة مع أشقائها، ونحن نبنى على ذلك لتقريب وجهات النظر. ولأن الجهود الكويتية متواصلة، حتى هذه اللحظة، لرأب الصدع الخليجى، من ناحية، ولتضييق الفجوة بين مصر وقطر، من ناحية أخرى، وجب التوقف عند كل ما ورد على لسان الشيخ صباح الخالد، فى أثناء هذه الجلسة المهمة، التى أدارها، بإقتدار، أمين عام الملتقى، رئيس تحرير صحيفة الكويتية، ماضى الخميس. قال وزير خارجية الكويت: هناك رغبة حقيقية عند الإخوان فى قطر وفى مصر لتجاوز ما بينهما، ونحن متأكدون أنهما قادرتان على تجاوز الأمر، ونحن لدينا إتفاقيات عربية وخليجية لمواجهة الإرهاب، الذى أجج الكثير من الأفكار المتطرفة، وعلينا ان نلتزم بها ونخفف من الأخطار التى يخلفها العمل الإرهابى المشين. لقد شاءت الأقدار أن تكون الكويت ملتقى لاستحقاقات خليجية وعربية ودولية، خلال الأشهر الخمسة الماضية، ما قد يدفع فى رأيى حكومتها إلى الشعور بالفخار والتألق، وليس الانزعاج، وذلك لاستعادة الكويت مكانتها الريادية والقيادية، التى تستحقها بجدارة، على كل الأصعدة والمستويات، خاصة بعد أن وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بأنه يستحق لقب أمير الإنسانية. الكويت- حسب وصف السيد بان- كانت خير عون للشعب العربى السورى، خلال تنظيمها وإستضافتها لمؤتمرى المانحين الأول والثانى، ونجاح الكويت، الملفت للإنتباه، فى جمع كل دول العالم حول مائدة واحدة لتقديم العون. فى الوقت نفسه، استضافت الكويت القمة العربية- الإفريقية، التى عقدت فى شهر نوفمبر الماضى، وناقشت الفضاء الممتد فى إفريقيا والإمكانات العربية والإستثمارات فى الجهتين، ويبدو أن النية كانت مبيتة للنيل بمصر فى هذه القمة. وقال الشيخ صباح الخالد: لقد حرصنا على إستضافة القمة العربية- الأفريقية، لأننا نؤمن بأهمية العلاقات مع القارة، وكان لمصر دور كبير فى جميع نواحى الحياة بإفريقيا على مدى عقود من الزمان. وفيما يخص تعليق عضوية مصر فى الإتحاد الإفريقى، قلنا: إن هذا الأمر شأن خاص وتجاوزنا هذه النقطة، لافتا إلى أن الكويت استثمرت مليار دولار خلال خمس سنوات لتمويل مشاريع بنية تحتية فى أفريقيا. نأتى إلى أهم ما دار فى "كواليس" القمة العربية، التى عقدت بالكويت، وفقا لرواية الشيخ صباح الخالد: لقد عقدت القمة فى يوم 25 مارس، واستطعنا أن نكون جميعا تحت سقف واحد، ورؤساؤنا تحدثوا- بصراحة ومكاشفة- عن الأوضاع بالمنطقة، وكيفية التعامل معها، لأنهم يحسون بألم فى شرح ما قائم فى منطقتنا. أوضح وزير الخارجية الكويتى: لا أريد أن أعطى صورة إيجابية، وإن كانت فعلا هى كذلك، فالأخوة فى اليمن متجهون نحو الإستقرار، وفى مصر تم الاستفتاء على الدستور، وهناك تكملة لخارطة المستقبل، وتونس وصلت لدستور متفق عليه، وهناك إنتخابات فى العراق، ومصالحة بين الفصائل الفلسطينية، ولا نريد إنتخابات رئاسية فى سوريا تقوض ما إتفق عليه فى جنيف بإنتقال السلطة إلى هيئة انتقالية. فى نهاية الحوار مع الإعلاميين العرب، أكد الشيخ صباح الخالد: إن الشعوب العربية بدأت ترسم مسارها، ولم يعد هناك حزب حاكم يتمسك بالسلطة، او دكتاتور يدير دولته بطريقة بعيدة عن ممارسة شعبه فى القرارات، موضحا أن الإعلام مساحته إختلفت كليا، والبرامج الحوارية والدور الشبابى والنقاش المعمق والإعلام الحر بدأ يأخذ دورا اكبر مما هو عليه، وقد ساهم فى ذلك الإعلام الجديد والصحف الألكترونية. لقد قصدت أن أنقل حرفيا هنا نص ما قاله وزير خارجية الكويت، لأن مصر كانت فى بؤرة اهتماماته، ولأننا نقرأ كل يوم، تقريبا، عن تحركات خيرة ومباركة، تقوم بها الدبلوماسية الكويتية النشطة لإستعادة الوفاق العربى، وشتان بين ما قامت- وتقوم- به الكويت- الأن- من محاولات لتضميد الجراح، ليس- فقط - بصفتها رئيسة للقمة العربية، نقول شتان بين هذا الدور التوافقى- التصالحى الكويتىالمميز، وبين ما سبقه من فتنة صاخبة، قادتها حكومة قطر، بأصابع خارجية مشبوهة، لإحداث الفوضى، غير الخلاقة، فى كل أنحاء المنطقة، مع سبق الإصرار والترصد. لمزيد من مقالات كمال جاب الله