مشاهدتى لك هذا الأسبوع كانت بالتحديد فى يوم شم النسيم لأحضر عرض تخيلت أننى سأكون بمفردى فيه فى صالة المتفرجين لأفاجأ بأن القاعة تقريبا كاملة العدد. وأما العرض الذى جذب هذه الجماهير فكان يحمل اسم «إكليل الغار» لفرقة تحمل اسم فرقة البداية المسرحية. بالطبع المسرحية يقوم ببطولتها الشباب، الشباب الذى يحاول حاليا أن ينتصر للمسرح ليؤكد أن المسرح ذلك الفن المتميز.. مازال موجودا ولن يموت ولن تغلق مسارحه ولن تطفأ أنواره وتسدل ستائره. شباب أجد متعة فى متابعة ما يقومون به من جهد ومجهود لتقديم مسرح حقيقي. المسرحية هنا «إكليل الغار» أولا باللغة العربية الفصحى وكان الأداء منضبطا وهو أمر لا أجده فى مسارح كثيرة خاصة حاليا. ثانيا الملابس تم الاعتناء بها لدرجة كبيرة وأعلم أنهم من صمموا هذه الملابس ونفذوها وهى تشير إلى العصر القديم.. العصر الفرعوني. المملثون هنا من الطلبة والخريجين الذين لهم هواية حقيقية بالتمثيل والاخراج. النص لأسامة نورالدين وقام بالاعداد والاخراج خالد إبراهيم الذى قام أيضا بدور الكاهن. خالد إبراهيم تميز فى إخراجه للعمل بالايقاع السريع إلى جانب حركة مدروسة لمعظم الشخصيات ساعده أيضا اضاءة جيدة ركزت على مناطق مهمة فى العرض ولعل من أكثر ما اهتم بأن يظهر فى الصورة المناسبة هو مشهد المبارزة التى كانت متقنة برغم صعوبتها ومن الواضح أن أبطالها قاموا بالمران لفترة طويلة لنشاهدها على هذه الصورة. المخرج وهو أيضا من قام بدور الكاهن كان متميزا فى اخراجه ربما أكثر من أدائه التمثيلى أما بالنسبة لاعداده للعرض فكان موفقا لابراز أهم ما يقوله النص فى حدود ساعة ونصف ساعة فقط. أمامه مجموعة كبيرة من الممثلين والممثلات منهم ممثلتان فقط هما الأم وهى وفاء عبدالله والفتاة وهى آية محمود فى دور سويده. بالطبع من وجود الكاهن والزمن القديم تعرف أن العمل يتناول الدين خاصة الدين المزيف عندما يتحكم ويؤثر بالسلب على الحاكم وعلى الجماهير. لدينا هنا الحاكم هو مصطفى سلامة الذى يقدم دور الحاكم دارسا ومتفهما للشخصية التى يؤديها وتحمل القوة وأيضا القهر لمن لا يمتثل لأوامره لكنه فى النهاية يختتم العرض بالقتال الشرس مع الكاهن لينال منه. مكان هذا العمل كان مسرح ساقية الصاوى التى أشهد بأنها تهتم بجدية بالفنانين من الشباب وتحاول الدفع بهم إلى الأمام. وأيضا لم أشهد أى عرض بها أى فى ساقية الصاوى إلا وكان عرضا يحمل قيمة جيدة.