قبل الدخول في تفاصيل العرض المسرحي الذي شاهدته لك هذا الأسبوع.. أتناول جمهوره, فقد فوجئت بزحام لم أشاهده طوال حياتي وهذه ليست مبالغة فيما عدا الزحام علي مسرحيات برودواي في نيويورك والمسرحيات الشهيرة في لندن. في مصر هذه أول مرة أشاهد ليس هذا الزحام ولكن التسابق للدخول للمسرح.. بالطبع منظر أسعدني كثيرا أن أري هذه الجموع تهرع للمسرح الذي يعاني حاليا من قلة كثافة مشاهديه. المسرحية التي شاهدتها بعنوان المهرج مكان العرض هو ساقية الصاوي, أما الفرقة التي تقدمها فاسمها فرقة يوتوبيا وتتبع الاتحاد المصري للفرق المسرحية الحرة. العرض عن نص للكاتب محمد الماغوط, بينما الاعداد والاخراج لمحمد حافظ. أعداد الممثلين كبيرة لكن الموهوب فيهم قليل, ساعد المخرج في رؤيته خلفية خشبة المسرح مع قطع صغيرة من الديكورات وساعده أيضا الاضاءة التي جاءت متميزة واستطاعت أن تركز علي مناطق مهمة في العرض. فماذا عن الأداء التمثيلي الذي يحاول أن يقدم لنا ذلك النص الذي يقول إن ثمة أمورا كثيرة تغيرت في العالم العربي, والذي اكتشفه صقر قريش الذي خرج من مقبرته ليجد العالم العربي وقد تفتت ليحاول أو ليؤكد أنه إنما خرج من قبره ليعيد وحدة العرب, وفي سياق النص يتعجب من مخترعات القرن الواحد والعشرين التي تعد بالنسبة له من العجائب بالغة الغرابة. هذا الدور قام به ممثل اسمه خالد ابراهيم وكان مقنعا في دوره فقد أجاد في معظم مشاهده. أما البطل الحقيقي فكان المهرج, أو مصطفي سلامة الذي يقابل هؤلاء العرب القادمين أو الخارجين من المقابر وليتركز النص علي هذه الجزئية. هنا أجاد مصطفي سلامة البطل في دوره لأستشعر موهبة حقيقية برغم أنه كان كثير وخفيف الحركة وهذان بالطبع يقللان عموما من تسرب المعني الي داخل المشاهد.. لكنه تمكن بالجمع لهذين النقيضين.. الحركة شبه البهلوانية مع الانفعال من تسريب المعني الي المشاهد. بصفة عامة أجد معظم الممثلين من الشباب الذي يحب المسرح وعلي استعداد لعمل أي شيء يطلبه المخرج الذي قدم خلال العرض صورا سينمائية لبعض مشاهد ثورة يناير. أقدم تحية لمكان استطاع أن يجذب هذا الجمهور الكبير لعروضه المسرحية, وأيضا كما سمعت لندواته ومحاضراته.