«عندك اندرويد.. يبقى عندك كاندى كراش.. ماعندكش يبقى أكيد إنسان رجعى متأخر سوفصطائى معتم».. فجأة وبدون جرس إنذار. . دقت اللعبة أبواب موبايلتنا الأندرويد وفتحنا لها فدخلت و«استربعت».. كانت متعتها - فى أولها- تتمثل فى تلاحق مراحلها التى تغريك لأن تكمل المرحلة الجديدة.. ليصبح شعار المرحلة حينها ومازال.. «ها بقيت فى ليفل كام»، ومن يقف فى الصفوف الأولى فهو انسان بطئ ذكاؤه محدود لا يهوى التحدي.. أما من وصل ل 300 فهو إنسان فذ «مش موجود فى الوجود».. الكارثة عندما تلاحقك «الركيوستات» تجبرك أن ترسل «لايف»، أو أن تقبل احداها هدية.. وتقول فى سرك «ياعم ماتضغطش عليا أصلى ببطل».. وبعد إلحاح شيطانى وضعف إرادة ووقت فراغ غير مستثمر «خلاص هاتنزل المرة دى ..ليفل كمان وبس».. أما الأمتع فى الأمر، عندما يطل وجه مديرك بصورته التى تعرفها على الفيس بوك، يطلب «لايف» أو «حركات اضافية» فتجد روحك الشريرة ترد عليه سرا «انت جيت فى الخاية، طب ودينى لاحرمك من اللايف».. وينتهى بك المطاف وقد نفدت كل فرصك، على أن تعاود الكرة بعد 24 ساعة آخرى.. وبعد أن تكون قررت أن تتوقف عما أدمنته.. ولكن تبوء من جديد كل محاولاتك بالفشل.. خصوصا لما يعدى مرحلتك محمد ابن خالك أو شيرين زميلتك فى شغلك.. ويتحول الأمر لتحد أهبل، تقل معه نسبه ذكائك لا تزيد إطلاقا.. وتصيبك بلاهة لا إرادية وأنا منهم بالمناسبة. والأكثر أبهارا.. حينما تكون منغمسا فى «جيم» صعب ومنهمكا فى التركيز الشديد، لتنجز ما بدأت فى هدوء.. وإذ بجارك فى المترو يمد يده عند موبايلك «التاتش» قائلا: «لا بص هات دى كدة، تعمل خمسة كدة.. وتجيب البتاعة أم ألوان»! بينما الأكثر الإنسانية عندما تصل اللعبة وصيتها إلى الأطفال الجائلين بالمترو ، تبيع إحداهم المناديل ونعناع.. وتأتيك تمشى على أستحياء وفور أن تلمح الشكل المعروف إلى اللعبة، تتسمر أمامك ببراءة لن تنساها ما حييت، فهؤلاء رغم قسوة ما يعانون فمازلوا أطفالا، وتأتى لتجلس إلى جوارك، كالقطة التى تقترب من صاحبها تريد منه دلعا ودلالا.. وتطلب بحياء مهذب «طنط ممكن ألعب مرة»!؟