كانت أعياد الفراعنة قديما ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة؛ ولذلك احتفلوا "بعيد الربيع " الذي حددوا ميعاده " بالانقلاب الربيعي "، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل. من هذه الأعياد شم النسيم ، والذى كان الفراعنة يحتفلون به، ولازلنا نحتفل بهذا العيد حتى الآن الذى ويعتبره البعض عيد للاقباط فقط ،أما عن حقيقة هذا الاحتفال ، فلقد بدأ احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة ويعتبر عيد شم النسيم من الاعياد الفرعونية ، ثم نقله عنهم بنو إسرائيل، ثم انتقل إلى الأقباط بعد ذلك، وصار في العصر الحا ضر عيداً شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم. وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم (عيد شموش) أي بعث الحياة، وتغير الاسم على مر الزمن إلى اسم (شم) وأضيفت إليه كلمة "النسيم " نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله. ومن اهم الاطعمه التى كان يتناولها اجدادنا الفراعنة يوم شم النسيم(البيض-والفسيخ-والبصل-والخس ) حيث كل طعام من هذه الاطعمة له دلالة ومعنى فيعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم. أما فكرة نقش البيض وزخرفته وتلوينه بمختلف الالوان فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه اما عن اكل الفسيخ او السمك المملح وهو كان من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة فقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ فقال عنهم هيرودوث (إنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد ) وانا اعتقد ان فكرة الفسيخ تأتى من " موهبة التحنيط التى تميزو بها كما ظهر البصل ضمن أطعمة عيد شم النسيم في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة ، ومما هو جدير بالذكر أن تلك العادات التي ارتبطت بتلك الأسطورة القديمة سواء من عادة وضع البصل تحت وسادة الأطفال، وتنشيقهم لعصيره، أو تعليق حزم البصل على أبواب المساكن أو الغرف أو أكل البصل الأخضر نفسه مع البيض والفسيخ ما زالت من العادات والتقاليد المتبعة إلى الآن في مصر وفي بعض الدول التي تحتفل بعيد شم النسيم أو أعياد الربيع. لمزيد من مقالات شادية يوسف