من سمات الرئيس القادم، أن تتوافر فيه السمات والخصائص والمعارف والخبرات التى تمكنه من قيادة الوطن والمواطنين وتوجيه جهودهم لتحقيق أهداف محددة من خلال تنمية روح الفريق والتعاون والعمل المشترك والمواطنة الصادقة والولاء والانتماء للوطن فقط مع التمتع بالثقة بالنفس والاتزان الانفعالى والصحة النفسية والمرونة والسيطرة والحماس المحسوب والموضوعية والطموح والتضحية فى سبيل الغير وقوة الارادة الشخصية والتفاعل والتواصل الاجتماعى والحساسية للمشكلات وإنكار الذات وسعة الأفق وادارة وتنظيم الوقت بشكل جيد وسرعة اتخاذ القرار والاقناع وطلاقة البلاغة، وروح الفكاهة والإنصات والانضباط الذاتى والالتزام والقدوة الحسنة والروح المعنوية العالية فى كل وقت والحزم فى المواقف الصعبة وبناء علاقات جيدة مع الآخرين لصالح شعبه ووطنه وإدراك ووعى سليم بالمهام والأهداف والتعبئة النفسية للمواطنين، وعمق العلاقات الإنسانية والعمل على اشباع الحاجات الأساسية لشعبه وخاصة محدودى ومعدومى الدخل واخيرا ذكاء الحوار والمناقشة والشورى فى القرارات المصيرية التى تتعلق بالأمن القومى للوطن. وتتميز أهم فنون الرئاسة فى الموازنة بين العقل مركز التحليل والمنطق والقلب مركز المشاعر والعواطف وأن فهم وتطبيق التوازن الملائم هما جوهر الرئاسة الرشيدة وتتطلب الرئاسة الناجحة والرشيدة قدرا كبيرا من تقبل الغموض، وتعلم كيفية مواكبة الحياة، وأن تكون منتجا فى بيئة تموج بالمتغيرات ولابد أن يكون الرئيس قويا حيث الأقوياء لا يفكرون فى الصغائر ولا الأمور التافهة. إن الرئيس الناجح لابد وأن يتصف بأن يكون نشيطا فى مقر العمل ذا صوت معتدل ولكنه قوى ومعبر ونادر ما يحتاج إلى رفع صوته، مفعم بالطاقة ذا نضج عقلى وعاطفى ذا سلام نفسى وهدوء يظهر فى إتزانه فى مواجهة المشاكل مسيطرا على نفسه متحررا من الغطرسة وتقلب المزاج له حس مرهف بما يفيد عنه. يحتاج الرئيس إلى قدر كبير من الطاقة البدنية والروحية والنفسية فالاحباط والفشل والصعوبات من شأنها أن تبدد الهمم، كما أن الضغط الناتج عن التنافس ومواجهة المتغيرات والمتطلبات عادة ما يكون مرهقا بدنيا وروحيا، كما أنه يستنفد من الطاقات، وهذا يؤدى إلى زيادة حماس مرؤوسيه أثناء رئاسته حيث حماس وطاقة الرئيس لابد وأن ينعكس فى أفكار وأفعال الأفراد. ومن أهم السمات الرئاسية الشجاعة التى تنبع من القلب والروح وليس انفعالا، وكذا القدرة على التمييز والتقييم السريع لما هو مهم، وأحد المحددات المميزة للرئيس هو مدى قدرته على التواؤم مع الإحباط والفشل أو بعض المحن، ويجب أن تكون شخصية الرئيس ذات قوة راسخة فالخيارات عادة ما تكون صعبة والإغراءات متعددة ويصعب رفضها، واتخاذ القرارات السليمة لن يتطلب القدرات العقلية وإنما يتطلب شخصية قوية ، والقدرة على التحمل لأنه فى حالة عدم القدرة على التحمل فإن أى مواجهة لمشكلات بسيطة يكون صعبا للغاية ويحتاج الرئيس إلى القدرة على مواجهة الأزمات دون الاستسلام لعاطفته أو التراجع دون إطلاق نوبات الغضب على معاونيه أو مرؤوسيه معتمدا على الذكاء العملى والقدرة على التنبؤ والنضوج العقلى وعدم الظهور بالتفاهة وضيق الأفق وكفؤا فى اتخاذ القرارات دون تسرع أو تردد. لمزيد من مقالات وصفى محمد نور الدين