بعدما تأكدت الانباء عن قرب ترك المخرج عمر زهران لمنصبه كرئيس لقناة نايل سينما التابعة لقطاع القنوات المتخصصة باتحاد الاذاعة والتليفزيون. يبدو الوقت مناسبا لنظرة تقييمية سريعة علي القناة الحكومية الوحيدة المتخصصة في السينما. كنت شاهدا عن قرب اطلاق قطاع النيل للقنوات المتخصصة عام 1994 مع الاعلامى الكبير حسن حامد وساهمت ببعض افكارى في لبنتها الاولي. كذلك زارني زهران طالبا استشارتي قبل أيام من توليه مسئولية القناة منذ سبع سنوات. انطلق زهران وربما لم يطلب النصيحة مرة اخري لكنى كنت أراقب القناة عن كثب. وبأى مقياس احترافي موضوعي، نجحت نايل سينما في صنع قناة جذابة ومحببة، محاولة أن تكون أغلب الوقت في قلب الاحداث السينمائية بامكانيات تكاد تكون شبه منعدمة اذا قارناها بالقنوات المصرية الخاصة او الخليجية. دأبت نايل سينما على التواجد ليس فقط في المهرجانات العربية الكبرى كدبي أو مراكش ، لكن ايضا بمهرجانات كان و برلين أهم محافل العالم السينمائية. كان من الرائع مشاهدة فريق نايل سينما يغطى بكل قوة أى فعالية ولو صغيرة بتلك المهرجانات. صحيح أن اعتماد زهران الاكبر على المخرج مهاب زنون، لكن ماذا يفعل اذا كان هذا الشاب موهوبا واستثنائيا يصور ويخرج ويمنتج ويرسل المادة المصورة بالقمر الصناعى. عمر زهران هو الآخر دؤوب ونحلة حقيقية فى الوصول لأهدافه. خاصة نجاحه في تصوير حوارات حصرية مع نجوم مصر والعالم بدون رعاة وبدون دفع مقابل مادى لهم.بمقاييس التليفزيون هذا نجاح كبير. لكن أجهزة التسويق باتحاد الاذاعة والتليفزيون لم تستطع الاستفادة من هذا التوجه لجلب اعلانات عليه. ولم توفر كذلك ميزانية لشراء حقوق افلام حصرية لتغذية القناة بالجديد. ورغم ذلك صمدت القناة لامتلاكها ذخيرة من شباب التليفزيون المصرى الموهوبين من مخرجين ومعدين يقومون بصنع العديد من التقارير والبروموهات الرائعة، التى لو كانت بقناة خاصة لرفعتها إلى السماء. مستوى مذيعى القناة كان احترافيا وجادا اغلب الوقت وخاصة ماجدة القاضى وهند القاضى وانجي على واسماء يوسف ونانسي ابراهيم. برنامج استوديو مصر استطاع خلال سنوات فتح كل قضايا السينما الهامة بدون تحيز لطرف، ويحسب للقناة عموما حيادها. لكن ينقص القناة الاهتمام بالجانب الثقافى المتعمق لتحليل الأفلام ورفع مستوى الثقافة السينمائية ومحاولة صنع برامج جذابة غير تقليدية. هذا التحدى سيكون كبير امام الرئيس الجديد للقناة الذى قد لا يجد وسيلة للتطوير مع ضعف الميزانية. لكن الابداع والخيال وحب السينما الجارف والتخصص فيها هو ما نطلبه من وزيرة الاعلام في رئيس القناة القادم. لمزيد من مقالات احمد عاطف