للمرة الثانية خلال عدة أشهر يتباهى المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيونى أفينجاى أدرعى بقصة مجندة لديه من محافظة الاسكندرية هاجرت إلى الكيان الصهيونى منذ نحو 11 عاما، وعاشت مع أسرتها هناك حتى تم تجنيدها فى جيش «الدفاع»! والحقيقة أن قصة دنيا عبد الله التى أصبح أسمها الآن دنيا عوفديا تحاول وسائل الإعلام الصهيونية تقديمها فى شكل فيلم هندي، لتبرز الاضطهاد الدينى الذى يعانى منه اليهود وغيرهم فى مصر، رغم أن الملامح الدقيقة لبعض ما جاء فى القصة تؤكد الطابع العنصرى للدولة العبرية. فهذه الفتاة التى كانت تعيش فى الاسكندرية مع أسرتها اليهودية وأشتهرت بين أصدقائها هناك باسم «رولين عبد الله» لم تكن تعلم أنها يهودية لأن أسرتها لم تبلغها بذلك، ولم تقم تلك الأسرة أى طقوس دينية أمامها، وتلقت تعليمها فى المدارس مثل أى مصرية عادية، لكنها لاحظت أن والدتها وبختها عندما ذهبت مع صديقاتها إلى أحد المساجد، ووبختها مرة أخرى عندما ذهبت إلى إحدى الكنائس، مما جعلها تظن أنها تنتمى إلى عائلة مسيحية علمانية. ولكن الحقيقة ظهرت حسب كلام دنيا عندما هاجمت مجموعة سلفية منزل الأسرة بالاسكندرية وطلبت منها مغادرة مصر، وهو ما جعل العائلة تقرر الهجرة إلى إسرائيل عبر تركيا. والغريب أن هذه الواقعة حدثت تقريبا عام 1002 أو 2002، ورغم ذلك لم تتناولها أجهزة الاعلام المصرية أو حتى الإسرائيلية وقتها نهائيا، وتعترف دنيا بأنها واجهت نظرة عنصرية من بعض زميلاتها الإسرائيليات بإعتبارها من أصول عربية. لكن دنيا عوفاديا التى تقول إنها تأثرت بشدة وهى فى الاسكندرية من حادث مقتل الطفل محمد الدرة على يد الجيش الإسرائيلى، لم تقل لنا كم عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم بعد أن أصبحت مجندة فى هذا الجيش؟! لمزيد من مقالات فتحي محمود