ليس غريبا أن يكون المسرح في طليعة الفنون لمناقشة قضية الارهاب باسم الدين لنبذ التطرف الدينى في مصر، وأن يتصدي مسرح الدولة لتجسيد الصراع الدائر في المجتمع بين الجماعات الإرهابية وقوات الأمن اعتمادا علي المسرحية الفرنسية «طرطوف» لموليير، والتي أعدها وأخرجها الفنان الشاب محمد مكي لتناسب الأجواء المصرية، لتقدمها فرقة الاسكندرية علي مسرح بيرم التونسي بالشاطبي، المسرحية التابعة لوزارة الثقافة ويشارك في بطولتها نيرمين كمال وعبد السلام الدهشان ود. محمد زكي وإيمان إمام ومحمد الهجرسي وإسلام عبد الشفيع والوجه الجديد نور.. يقول إيهاب مبروك مدير عام فرقة الاسكندرية المسرحية: إن العرض يتناول مفهوم التستر وراء الدين للسيطرة علي الشعوب من خلال شخص غريب متطرف دينيا، يقتحم أسرة ليعكر صفوها حتي ينكشف أمره.. وقد اختار محمد مكي الكوميديا لينسج مشاهده بحرفية في قالب استعراضي غنائي ووضع ألحانها دكتور محمد حسني.. تمسك المخرج بالعامية لتصبح أكثر قربا من المواطن العادي، واحتفظ باسم طرطوف الدخيل علي الواقع المصري ومتسلحا بالكذب والخداع والادعاء ليسعد رب الأسرة ويجذب الجدة لصفه، ليحقق أغراضه الدنيئة لانتزاع فتاة من حبيبها وأب من أبنائه وزوج من زوجته، بل يسطو علي البيت ليحتله في طريقه لتحطيم كل شيء.. تؤكد أجواء العرض أن العنف ليس الحل للخلاص من طرطوف، بل التكاتف لمحاصرته والتحلي بالاعتدال والوسطية في الدين كأطواق للنجاة من التصادم المدمر حقنا للدماء.. جاءت الاستعراضات مكملة للنص دون إقحام، وذلك لتقليل حدة الجرعة الكلامية، كما أثرت الألحان مناخ العرض، ورغم سيطرة أسلوب السهل الممتنع علي الحوار، إلا أنه لم يتخلص من العبارات الخطابية الرنانة.. ورغم الاستعانة بممثلين مخضرمين مثل عبد السلام الدهشان ونيرمين كمال إلا أن المسرحية قدمت أيضا ممثلين شبانا كإضافات حقيقية للمسرح، ومنهم محمد الهجرسي، المعيد بالمعهد العالي للفنون المسرحية والممثلة الشاملة نور والشحنة الكوميدية المتدفقة إسلام عبد الشفيع