استغنت قناة «الجزيرة أمريكا» عن عشرات من العاملين بها مؤخرا، مما أثار انتباه الأوساط الإعلامية فى الولاياتالمتحدة واهتمامهم بحال القناة ومستقبلها. وكانت قناة «الجزيرة أمريكا» المعروفة بتمويلها القطرى قد بدأت انطلاقها شهر أغسطس الماضي، وسعت إلى توظيف مئات من نجوم وكفاءات الشبكات الأمريكية والدولية، كما تم تخصيص أموال طائلة لها، ولكن على الرغم من كل ذلك ، فإن نسبة المشاهدة للقناة والإقبال عليها ظلت حتى الآن ضئيلة جدا بالمقاييس الأمريكية. وتراجع «الجزيرة أمريكا» أصبح حديث نيويورك، ومن ثم واشنطن ولوس أنجلوس ومدن أمريكية أخرى ، فى الأيام القليلة الماضية. ولقى هذا الحديث، صدى واسعا فى صحف أمريكية كبرى «صاحبة نفوذ وتأثير» مثل «لوس أنجلوس تايمز» و«فارايتي» و«هافينجتون بوست»، والكل اهتم بالمذكرة التى كتبتها كيث أوبريان - من كبار مسئولى القناة - وأرسلتها إلى طاقم العاملين حول عملية تقييم ومراجعة للقناة وحجمها وأدائها، والتى تجرى فى الوقت الحالي. إدارة القناة من جهتها، وفى تصريحات صحفية، حاولت التقليل من شأن ما حدث أخيرا، ذاكرة بأن خمسين شخصا فقط تم الاستغناء عنهم، إلا أن القناة ما زالت توظف 800 شخص على امتداد الولاياتالمتحدة ، وقالت إنها مستمرة فى أدائها المتميز وأمامها طريق طويل. وما لفت انتباه المراقبين لعالم الإعلام أيضا كان قيام إدارة القناة فى الفترة الأخيرة بخفض الأموال المصروفة على برامجها وتقليص مشروعاتها الإنتاجية، إلا أن «الصدمة الكبرى» كانت وما زالت تكمن فى قلة عدد المشاهدين لقناة »الجزيرة أمريكا«. فحسب ما ذكرته «نيويورك بوست» منذ أيام قليلة، فإن أرقام تقييم «نيلسون» الشهير فى رصد المشاهدين للبث التليفزيونى تشير إلى أن متوسط عدد مشاهدى «الجزيرة أمريكا» فى أى وقت لا يزيد على 15 ألفا، أى نحو نصف عدد متوسط المشاهدين للقناة السابقة «كارنت تى في» التى اشترتها «الجزيرة» من آل جور نائب الرئيس الأمريكى السابق بمبلغ يقدر ب 500 مليون دولار. وأظهرت أرقام «نيلسون» أيضا أن «الجزيرة أمريكا» نفسها لا تجذب إلا أقل من ستة آلاف مشاهد فى المتوسط من شريحة المشاهدين فى أى وقت والذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و54 عاما، وبالتالى يتساءل المهتمون بالإعلام التليفزيوني: »هل ستتمكن الجزيرة أمريكا من الخروج من هذا المأزق«؟ والتساؤل الأهم هو : «كيف يتم ذلك»؟