الذي عايشته في الأهرام سنوات عمري صحفيا مرموقا ورئيسا لقسم الأخبار, ومديرا للتحرير, ورئيسا لمجلة الشباب, ورئيسا لمجلس إدارة الأهرام, وأمينا عاما للمجلس الأعلي للصحافة, وعضوا في المجلس الاستشاري. وأشهد أنه في كل مراحل عمله كان مثالا للتفاني والاجتهاد والإخلاص في العمل والنزاهة في المواقف. بدأ عمله محررا للتعليم وكانت مقالاته وتعليقاته حول سوء وفساد التعليم موقع إعجاب واهتمام من الرأي العام لصدقه وجرأته في التناول الذي كان كثيرا ما كان يحرج كل من تقلد وزارة التعليم. كان رحمه الله يتمتع بحب إلهي من كل من تشرف بالعمل معه أو عايشه زميلا أو مرءوسا تحت قيادته طوال مسيرة حياته. وكان رحمه الله أقرب الناس محبة لي, وكنت أحرص علي أن يكون شريكا في اتخاذ أي قرار خاص بالمؤسسة, أو زملائنا عندما تقلد معي منصب مدير التحرير. كان يتسم بالعدل وخشية الله.. عطوفا.. خفيف الظل, وامتدت علاقاته الإنسانية والصحفية بكل نجوم المجتمع وقياداته. عندما تشاركنا أنا وهو وعبدالوهاب مطاوع رحمه الله في مسئولية العمل مدراء للتحرير كان أداؤنا مشرفا ونحرص علي حب الزملاء ومودتهم وحل مشكلاتهم ودفعهم للتقدم والرقي. وبعد أن توفي الزميل العزيز عبدالوهاب مطاوع, تولي لبيب السباعي رئاسة مجلة الشباب التي أنشأها المرحوم صلاح جلال, أضاف لبيب إلي المجلة الكثير من الأفكار المتنوعة وظلت مجلة الشباب حتي الآن أهم إصدارات الأهرام وأكثرها توزيعا ودخلا. وفي أيامه الأخيرة, شاء الله أن يتولي لبيب رئاسة مجلس إدارة الأهرام, وعلي الرغم من قصر مدة رئاسته, فإنه استطاع أن يحل كثيرا من مشكلات التحرير والإدارة والعمال, ولن ينسي أحد جهده في كل ما قدمه من إصلاح ودفع لتقدم الأهرام. رحمك الله يا حبيبي أبواللب كما كنت أسميك, رحمة واسعة وألهم زوجتك وابنك وابنتك الصبر والسلوان.. وإلي اللقاء يا حبيبي في جنة الخلد إن شاء الله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون