حذر الدكتور عبد الله محمد إبراهيم أستاذ علم الحيوان المتفرغ بعلوم عين شمس، من تناول الخضروات والفاكهة التى يتم ريها وغسلها بمياه الترع والمصارف الملوثة، نظرا لخطورة انتشار طفيلى خطير يسمى علميا «انجيوسترونجيلوس كانتوتنسس» يعيش فى شرايين رئة الفأر النرويجى الذى ينتشر على حواف تلك الترع والمصارف والبرك والمياه الملوثة كعائل نهائي، ثم ينتقل إلى بعض القواقع المائية كعائل وسيط فى البيئة المصرية.
وأوضح أن الديدان تعيش أزواجا فى رئة ذلك الفأر، حيث تضع الأنثى آلاف البويضات التى تفقس مباشرة داخل رئته، وتصعد منها إلى البلعوم ثم يبتلعها الفأر المصاب لتنزل إلى قناته الهضمية فتخرج مع برازه على حواف الترع والمصارف، ثم تلتقطها القواقع التى تتحرك على حواف الترع والمصارف الملوثة، وتخترق أنسجة القوقع وتنسلخ مرتين لتصل إلى الطور المعدى الذى يتحوصل فى جسم القوقع، ويبقى فى انتظار أن يلتهمه الفأر، وعند ذلك تتحرر اليرقة من الحوصلة فى أمعاء الفأر، وتسير مع الدم إلى القلب فالمخ، وهناك تنسلخ مرتين لتصل إلى مرحلة قبل البلوغ، وعندها تهبط إلى شرايين الرئتين، وتبلغ، وتتزاوج، وتعيد دورة الحياة. وأضاف أنه فى حالة موت القوقعة المصابة، تتحرر منها اليرقات المعدية فى المياه الملوثة، وتنتظر من يتناولها مع المياه الملوثة بها، وقد تتعلق بالخضراوات أو الفاكهة التى يتم غسلها بهذه المياه، وتصل إلى الإنسان، وتنتقل من أمعائه إلى الدم الذى يوصلها بدوره إلى المخ، وهناك تنسلخ مرتين كما فى مخ الفأر ، لكنها تتوقف عند هذا الحد، وتبقى فى أنسجة المخ البشرى لتدمر خلاياه، وتصيب المراكز العصبية فيه بالشلل أو التورم، وقد تؤدى إلى الوفاة. وأشار إلى أن الدراسات سجلت حالات مرضية شديدة فى بلاد الشرق الأقصى، حيث ينتشر نفس الطفيلى هناك ومنها الصين واندونيسيا والفلبين وتايلاند وبعض جزر المحيطين الهندى والهادى بعد اكتشافه فى ستينيات القرن الماضي، وأحدث ذلك دويا علميا هائلا، حيث يصاب الإنسان عند تناول القواقع المصابة التى يقبل عليها بعض السكان، فتصيبهم بامراض عصبية خطيرة. وشدد على أنه »منذ اكتشاف وجود ذلك الطفيل الخطير فى مصر، بالتعاون مع الدكتور فؤاد يوسف أستاذ الملاكولوجى بمعهد تيودور بلهارس فى عام 1977، وتم تأكيد ذلك عمليا من خلال رسائل جامعية عدة، ونحن نطلق صيحات التحذير للحفاظ على البيئة المصرية من التلوث، وخاصة مياه نهر النيل والترع والمصارف».