كلمة «تكية» غامضة الأصل وفيها اجتهادات،فالبعض يرجعها إلي الفعل العربي »اتكأ« بمعني استند أو اعتمد، ومن معاني »تكية« بالتركية الاتكاء أوالاستناد إلي شيء للراحة والاسترخاء ومن هنا كانت التكية مكان الراحة والاعتكاف. تطور دور التكايا بعد ذلك، وأصبحت خاصة بإقامة العاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة الأم والنازحين إلي الولايات الغنية مثل مصر والشام قديما، ولهذا اطلقت «التكية»، لتعني مكان يسكنه الدراويش والأعراب وغالبا ممن ليس لهم مورد، وقد وقفت علي التكايا الأوقاف وصرفت لها الرواتب الشهرية، ولذا سمي محل إقامة الدراويش والتنابلة تكية، لأن أهلها متكئون أي معتمدون علي مرتباتهم من التكية...التكية المصرية كانت من اشهر التكايا، وهي إحدي صور المساعدة التي كانت تقدم لمساعدة الفقراء في دول العالم بصورة عامة وللمسلمين بصورة خاصة ومن الاماكن التي أنشئت فيها التكية: المدينةالمنورة ومكة المكرمةوجدة، كانت عبارة عن مكان يقدم فية الطعام وهو ارز وخبز للفقراء ، وكان يتقوت منها أكثر من 4000 فقير يومياَ في مواسم الحج ... الان وبعد التحولات والتغيرات العميقة والكثيرة في المنطقة العربية اختفت التكايا من علي ارض الواقع وتحولت الي ثقافة منتشرة في دول المنطقة علي مستوي الادارة ،بمعني ان الثقافة القديمة جددت بما يصب في صالح خدمة الفساد والإفساد ، ليتعامل كل في موقعه من خادم للشأن العام الي ناهب له ،وتحولت المؤسسات الي تكايا لكبار المسئولين وتنابلتهم، ،وهو الامر الذي كان ومازال مستمرا في التكية الكبري مصر، ويكفي ان نشير الي انه بعد ثورتين للمطالبة بالخبز والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية فان قيمة الفساد بمؤسسات الدولة خلال العام الماضي بلغت 200 مليار جنيه حسب المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، اما الإفساد الذي يمارسه ذوو الياقات البيضاء وحملة الألقاب فحول ثقافة التكية الي فلسفة واسلوب عمل وادارة علمية لعصرما تبقي من الآخرين بعد امتصاص عرقهم ودمائهم. لمزيد من مقالات محمد الأنور